انما كان بمكة فى أول الإسلام، والآية مدنية ، إلا أن تكون الآية تأخرت حتى نزلت بالمدينة، كالوضوء الذي شرع بمكة ونزلت آيته بالمدينة ، فيحتمل ذلك . والله أعلم .
الآية الخامسة
قوله تعالى: {وجد عندها رزقا }(2
الإشارة إلى مريم رضى الله عنها، والرزق هنا فاكهة الشتاء كانت تجدها في الصيف وفاكهة الصيف كانت تجدها في الشتاء وكان ذلك ينزل عليها من الجنة وقيل إنها لم ترضع ثديا قط، وقيل كان كلامها بذلك وهي صغيرة كما تكلم ابنها فى المهد، وقد روى مثل هذا لفاطمة رضى الله عنها ابنة رسو ل الله 2، وروى أنها أهدت لأبيها عليه السلام فى زمن قحط رغيفين وقطعة لحم، فلما كشفت عن الطبق إذا هو مملوء خبزا ولحما، فبهتت وعلمت أنه من عند الله، فقال لها عليه السلام : أنى لك هذا ؟ قالت : هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب، فقال لها عليه السلام : الحمد لله الذي جعلك شبيهة سيدة نساء بني إسرائيل، ثم جمع رسول الله وسلم أهل بيته عليه حتى شبعوا وبقى الطعام، فأوسعت فاطمة به على جيرانها، حكاه الزمخشري. والله أعلم .
الآية السادسة
قوله تعالى: {( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم}(1)
الخطاب لرسول الله ، والإشارة لعيسى عليه السلام، واللذان حاجا رسول الله فيه هما : السيد والعاقب، سيدا أهل نجران، وكانت محاجتهما أنهما قالا : كيف يكون عبدا وهو يحيي الموتى ويبرئ الأكمه والأبرص ويخلق من الطين طيرا فينفخ فيه فيطير وقالا : أرنا مثله ؟ فنزلت الآية مع قوله تعالى : { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ) ومع آية المباهلة ،
مخ ۴۱