الله ونقمته، فقال له رافع بن خارجة ومالك بن عوف: بل نتبع يا محمد ما وجدنا عليه آباءنا، فهم كانوا أعلم وخيرا منا، فنزلت الآية والله أعلم .
الآية الحادية والعشرون
قوله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض
من الخيط الأسود من الفجر } (1
تزلت فى أبى قيس بن صرمة من بني الحارث بن الخزرج، وقد قيل في اسمه : صرمة بن أنس أكل بعد الرقاد فخاف من ذلك، فنزلت الآية وروي أنها نزلت في عمر بن الخطاب، واقع أهله بعد العتمة، وكان ذلك محرما ثم أتى رسول الله يبكي ويلوم نفسه، فنزلت الآية، والله أعلم .
وفى هذه الآية مسألة، وهو قوله تعالى : {من الخيط الأسود من الفجر) وليس للفجر خيط أسود وإنما الخيط الأسود من الليل؟ والجواب : أن قوله تعالى: {من الفجر} متصل بقوله : الخيط الأبيض، ومعنى الآية : حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الفجر من الخيط الأسود من الليل ، لكن حذف من الليل كدلالة الكلام عليه، والوقوع من الفجر في موضعه لأنه لا يصح أن يكون من الفجر متعلقا بالخيط الأسود ولو وقع من الفجر فى موضعه متصلا بالخخيط الأبيض لضعف الدلالة على المحذوف وهو من الليل فحذف من الليل للاختصار، وأخر من الفجر للدلالة عليه وهذا يشبه قوله تعالى : *ومثل الذين كفروا كمثل الذى ينعق بما لا يسمع إلا دعاء )(2) والتشبيه ليس هو بين الذين كفروا وبين الذي ينعق، لأن الناعق هو الذي يصيح بالغنم، فوجه التشبيه إنما هو أن يشبه الداعى الذي يدعو الكفار وهم لا يفهمونه ولا يعرفون قوله بالناعق الذي ينعق بالغنم وهي لا تفهم قوله .
ولا يحصل لها منه اكثر من سماع صوته من غير فهم ولا استبصار، فيكون على هذا قد حذف المشبه لدلالة المشبه به عليه، ويكون تقدير الكلام : ومثل داعي الذين كفروا كمثل الذي ينعق بالغنم. ويحتمل أن يكون المشبه هو الباقي
مخ ۳۰