228

التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار

التخويف من النار والتعريف بحال دار البوار

پوهندوی

بشير محمد عيون

خپرندوی

مكتبة المؤيد ومكتبة دار البيان

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

۱۴۰۹ ه.ق

د خپرونکي ځای

الطائف ودمشق

وقد تبين بما ذكرنا في هذا الباب، من حديث ابن مسعود وأنس وغيرهما. أن اقتسام المؤمنين الأنوار، على حسب إيمانهم وأعمالهم الصالحة، وكذلك مشيهم على الصراط في السرعة والبطء. وهذا أيضًا مذكور في حديث حذافة وأبي هريرة وغيرهما. وروى أبو الزعراء، عن ابن مسعود، قال: يأمر الله بالصراط، فيضرب على جهنم، فيمر الناس على قدر أعمالهم زمرًا زمرًا، أوائل كلمح كلمح البرق، ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، ثم كمر البهائم، حتى يمر الرجل سعيًا، وحتى يمر الرجل مشيًا، حتى يجيء آخرهم يتلبط على بطنه، فيقول: يا رب لم بطأت بي؟ فيقول: إني لم أبطىء بك، إنما أبطأت بك عملك. وذلك أن الأيمان والعمل الصالح في الدنيا هو الصراط المستقيم في الدنيا الذي أمر الله العباد بسلوكه والاستقامة عليه، وأمرهم بسؤال الهدية إليه، فمن استقام سيره على هذا المسقيم في الدنيا ظاهرًا وباطنًا، استقام مشيه على ذلك الصراط المنصوب على متن جهنم، ومن لم يستقم سيره على هذا الصراط المستقيم قوله الدنيا بل انحرف عنه إما إلى فتنة الشبهات أو إلى فتنة الشهوات، كان اختطاف الكلاليب له على صراط جهنم بحسب اختطاف الشبهات والشهوات له عن هذا الصراط المستقيم، كما في حديث أبي هريرة: إنها تخطف الناس بأعمالهم. وروى الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، عن عبد الله، في قوله تعالى: ﴿إن ربك لبالمرصاد﴾ . قال: من وراء الصراط ثلاثة جسور، جسر عليه الأمانة، وجسر عليه الرحم، وجسر عليه الرب ﵎. وقال أيفع بن عبد الكلاعي: لجهنم سعة قناطر، والصراط عليها، وذكر

1 / 240