تنبيه:
في باب فعال مكسور الفاء من «ديوان الأدب»: خراش من أسماء الرجال، وأبو خراش: كنية.
الفصل الثالث في بعث الرسول بالأمان
١- ذكر من بعثه رسول الله ﷺ في ذلك من الرجال:
في «السير» (٢: ٤١٧) في خبر فتح مكة، قال ابن إسحاق: خرج صفوان بن أمية، يعني يوم فتح مكة، يريد جدّة ليركب منها إلى اليمن. فقال عمير بن وهب:
يا نبيّ الله إن صفوان بن أمية سيّد قومي، وقد خرج هاربا منك ليقذف نفسه في البحر فأمّنه- صلّى الله عليك- قال: هو آمن، قال: يا رسول الله فأعطني آية ليعرف بها أمانك، فأعطاه رسول الله ﷺ عمامته التي دخل فيها مكة، فخرج بها عمير حتى أدركه، وهو يريد أن يركب البحر، فقال: يا صفوان فداك أبي وأمي، الله الله في نفسك أن تهلكها فهذا أمان من رسول الله ﷺ قد جئتك به، قال: ويحك اغرب عني فلا تكلمني؛ قال: أي صفوان فداك أبي وأمي، أفضل الناس وأبرّ الناس وأحلم الناس وخير الناس، وابن عمك عزّه عزّك وشرفه شرفك وملكه ملكك، قال: إني أخافه على نفسي، قال: هو أحلم من ذلك وأكرم، فرجع معه حتى وقف به على رسول الله ﷺ، فقال صفوان: إن هذا يزعم أنك قد أمّنتني؟ قال: صدق، قال: فاجعلني بالخيار فيه شهرين، قال: أنت بالخيار أربعة أشهر.
وقال أبو عمر ابن عبد البر (٧١٩): كان عمير بن وهب بن خلف قد استأمن له رسول الله ﷺ حين هرب يوم الفتح هو وابنه وهب بن عمير، فأمّنه رسول الله ﷺ لهما، وبعث ابنه وهب بن عمير بردائه أمانا له، فأدركه وهب بن عمير ببرد رسول الله ﷺ أو بردائه، فانصرف معه، فوقف