ثم أملا علينا شيخنا شيخ الإسلام حافظ المشرق والمغرب إمام عصره وفريد دهره قاضي القضاة شهاب الدين أحمد بن علي بن حجر العسقلاني الشافعي نفعنا الله به آمين إملاء من حفظه ولفظه في يوم الثلاثاء سادس عشرين ربيع الآخر سنة 848 باستملاء الشيخ زين الدين رضوان العقبي لطف الله به آمين قال : وأما حديث العباس فقرأت على أبي المعالي عبد الله بن عمر السعودي عن زينب بنت أحمد بن عبد الرحيم عن يوسف بن خليل قال أنا أبو الحسن بن أبي منصور أنا أبو علي المقرئ أنا أبو نعيم الأصبهاني أنا دعلج بن أحمد في كتابه ثنا جعفر العطار ثنا سليمان بن عمرو بن خالد الرقطي (¬1) ثنا أبي قال ثنا موسى بن أعين عن أبي رجاء عن صدقة الدمشقي عن عروة بن رويم عن ابن الديلمي عن العباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا أعطيك ألا أهب لك ألا أنحلك فظننت أنه يعطيني من الدنيا ما لم يعطه أحد قبلي فذكر الحديث نحو ما تقدم أولا وقال فيه فإذا تشهدت في ركعتين قلتها قبل التشهد فإن استطعت في كل يوم وإلا ففي أيام وإلا ففي جمعة وإلا ففي جمعتين وإلا ففي شهر وإلا ففي ستة أشهر وإلا ففي سنة هذا حديث غريب أخرجه ابن شاهين عن أبي حامد محمد بن هارون [ الحضرمي (¬2) ] عن سليمان فوقع لنا بدلا عاليا وأخرجه أيضا عن محمد بن هارون وأبي محمد بن صاعد وأخرجه الدارقطني عن أبي عمرو بن السمان (¬3) ثلاثتهم عن أبي الأحوص محمد بن [ الهيثم (¬4) ] عن أحمد بن أبي شعيب عن موسى بن أعين ورجاله ثقات إلا صدقة وهو الدمشقي كما نسب في روايتنا وكذا في رواية ابن شاهين ووقع في رواية الدارقطني غير منسوب فأخرجه ابن الجوزي [في] الموضوعات من طريق الدارقطني وقال صدقة هذا هو ابن يزيد الخراساني ونقل كلام الأئمة فيه ووهم في ذلك والدمشقي هو ابن عبد الله ويعرف بالسمين ضعيف من قبل حفظه ووثقه جماعة فيصلح للمتابعات بخلاف الخراساني فإنه متروك عند [ الأكثر (¬5) ] وأبو رجاء الذي في السند اسمه عبد الله بن محرز (¬6) الجزري وابن الديلمي اسمه عبد الله بن فيروز (¬1) ، ولحديث ابن عباس طريق أخرى أخرجها إبراهيم بن أحمد [ الفرقي (¬2) ] في فوائده وفي سنده حماد بن عمرو النصيبي كذبوه ووقع في روايته عن العباس قال مر بي النبي صلى الله عليه وسلم والصواب ما تقدم في رواية مجاهد عن ابن عباس أن العباس رضي الله عنهما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكذا يأتي في حديث أم سلمة
وأما حديث علي بن أبي طالب فأخرجه الدارقطني من طريق عمر مولى غفرة بضم المعجمة وسكون الفاء قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه يا علي ألا أهدي لك فذكر الحديث وفيه حتى ظننت أن يعطيني جبال تهامة ذهبا قال إذا قمت إلى الصلاة فقل الله أكبر والحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله خمس عشرة مرة فذكر الحديث وهذا يوافق ما نقل عن ابن المبارك من تقديم الذكر على القراءة وسأذكر من جاء عنه نحو ذلك [ وسند الحديث المذكور فيه ضعف وانقطاع (¬3) ] ولعلي حديث آخر أخرجه الواحدي في كتاب الدعوات من طريق أبي علي بن الأشعث عن موسى بن جعفر بن إسماعيل بن موسى بن جعفر الصادق عن آبائه نسقا إلى علي وهذا السند أورد به أبو علي المذكور كتابا رتبه على الأبواب كله بهذا السند وقد طعنوا فيه وفي نسخته والله أعلم
آخر المجلس السادس والسبعون بعد الأربعمائة من تخريج أحاديث الأذكار وهو السادس والخمسون بعد الثمانمائة من الأمالي المصرية بالمدرسة البيبرسية سماع لكاتبه أحمد بن محمد بن شهيبة لطف الله به آمين
مخ ۳۲