قال المؤلِّف - عفا الله عنه برحمته -: لقد رأيت على حاشية نسخة من نسخ الإنجيل على فصل من فصوله ما مثاله: ليس هذا الفصل في أناجيل القبطي ولا بعض أناجيل الرومي، فاستدللت بذلك على أن علوم القوم تفرقتها أيادي سبأ، وعصفت عليها رياح التبديل فأصارتها كالهباء كما / (١/١١٨/ب) أخبر عن ذلك الكتاب العزيز إذ يقول: ﴿يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَن مَوَاضِعِهِ﴾ ١. أي: يميلون بالأحكام عن مواضعها ويسلكون بها غير سننها ويجرونها سوى مجاريها.
والفصل المشار إليه: هو: "أن الكتبة والفريسيين قدموا إلى يسوع امرأة وجدت في زنى فأقاموها في الجمع وقالوا: يا معلم إن هذه المرأة وجدناها تزني وفي ناموس موسى يجب عليها الرجم فما تقول أنت؟ وإنما قالوا ذلك ليجدوا عليه حجّة فأطرق يسوع ينكت الأرض بإصبعه ثم رفع رأسه وقال: من منكم بغير خطيئة فليرجمها أوّلًا بحجر؟ ثم أطرق ثم أطرق ينكت الأرض فلما سمعوا مقالته خرجوا بأسرهم وبقي يسوع وحده والمرأة قائمة فرفع يسوع رأسه إليها وقال: يا امرأة أين أولئك الذين أدانوك؟ قالت: ما أرى منهم أحدًا. فقال يسوع: ولا أنا أيضًا أدينك اذهبي الآن ولا تعودي إلى الخطيئة"٢.
١ قال تعالى: ﴿يُحَرِّفُونَ الكِلِمَ عَن مَواضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِرُوا بِهِ ...﴾ . [سورة المائدة، الآية: ١٣] .
٢ يوحنا ٨/١-١١.