212

تخجیل من حرف التوراه او الانجیل

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

ایډیټر

محمود عبد الرحمن قدح

خپرندوی

مكتبة العبيكان،الرياض

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٩هـ/١٩٩٨م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

النصارى من ذكرنا من الأنبياء آلهة وأربابًا، وقد أربوا على ما صدر من المسيح ﵇.
واعلم أن في قصة العازر أشياء تمنع النصارى من اعتقاد ربوبية المسيح منها:
قوله: "أين دفنتموه"، فإنه لو كان المسيح ربّه [لعرف أين] ١ مكانه. فكيف يسأل الرّبّ عن موضع [قبر العازر؟!] ٢.
ومنها: استعباره عند رؤية قبْره [وذلك من صفات] ٣ الآدميّين / (١/٧٦/أ) وحُنُوِّ الجنسية.
ومنها: قوله لأخت الميّت: "إن آمنت رأيت مجد الله"، أضاف القدرة على الإحياء إلى غيره.
ومنها: ابتهاله وطلبه من الله وإظهار فاقته وحاجته إليه سبحانه، وعجزه وقصوره عن أن يأخذ إلاّ ما أعطاه، وقد صرّح هو بذلك في موضع آخر من الإنجيل إذ يقول: "إن الابن لا يقدر أن يفعل شيئًا ولا يتفكر فيه إلاّ أن يأمره الأب"٤. وهذا غاية العجز والافتقار، فلو كان المسيح هو الله أو الله حالًا فيه كما يقول النصارى للزم اتّحاد السائل والمسؤول، والداعي والمدعو، والطالب والمطلوب منه.
ولو كان الله هو المسيح أو صفة من صفاته لجر إلى تلبيس عظيم، إذ سؤاله غيره، وطلبه من غير مطلوب منه، تلبيس وتدليس، وحمل لخلقه أن يقفوا به دون حقّه، وأن يعاملوه بما يقصر عن جلاله، ولا يعطونه من الخدمة والعبادة ما

١، و(٣)، و(٤) طمس وبياض في الأصل، وإكمال النقص من المحقِّق حسب سياق الكلام
٤ إنجيل يوحنا ٥/٩، ٨/٢٨، بنفس المعنى.

1 / 236