181

تخجیل من حرف التوراه او الانجیل

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

پوهندوی

محمود عبد الرحمن قدح

خپرندوی

مكتبة العبيكان،الرياض

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٩هـ/١٩٩٨م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

مصرحة بذلك فقد كذبتم في هربكم مما ألزمناكم وصدق المسيح في قوله: "إن الله نبأه وأرسله". وأما قولهم: "فلا يبعد أن يرسل الله ابنه، وتسمية الله أبًّا والمسيح ابنًا، فنحن نسألهم ما تعنون بهذه النبوة؟ أمجرد تسمية وتشريف أم لما خصّه به من الآيات والخوارق أم تريدون البنوّة المعروفة المألوفة؟ فإن قالوا: إنّ ذلك مجرد تسمية وتشريف، قلنا: فلا اختصاص للمسيح بهذا التشريف والتسمية. ولا مزية له على غيره؛ فقد سمّى الله يعقوب ابنًا وسمّى داود ابنًا وسمّى الصالحين وأولاد الأنبياء أبناء بزعمكم. فرويتم أنتم لنا عن الله في التوراة قوله: "إسرائيل ابني بكري"١. يقول ذلك لفرعون في عدّة مواضع. وقال في السفر الأوّل: "لما رأى بنو الله بنات الناس حسانًا / (١/٥٧/ب) جدًّا نكحوا منهم على ما أحبوا وأرادوا فغرقهم الله بالطوفان"٢. وقال في المزامير: "داود حبيبي"٣. وقال المسيح: "أنا ذاهب إلى أبي وأبيكم"٤. فقد استوى المسيح وغيره في هذا التشريف وترجح إسرائيل بالبكارة عليه. وإن أردتم البنوة المعروفة المألوفة بين الناس وهي المتّخذة من الزوجية والمملوكة، على معنى أن المسيح انفصل من من الله، فكيف يصحّ هذا؟ وإنما ينفصل الجسم من جسم مثله والباري منَزَّه عن الجمسية؟! ثم ذلك باطل بنصّ الإنجيل؛ إذ قال لوقًا: "إن المسيح من روح القدس"٥. فكيف تقولون

١ سفر الخروج ٤/٢٢. ٢ تكوين ٦/١، ٢. ٣ مزمور ٢/٧. ٤ يوحنا ٢٠/١٧. ٥ لوقا ١/٣٥.

1 / 205