126

تخجیل من حرف التوراه او الانجیل

تخجيل من حرف التوراة والإنجيل

پوهندوی

محمود عبد الرحمن قدح

خپرندوی

مكتبة العبيكان،الرياض

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٩هـ/١٩٩٨م

د خپرونکي ځای

المملكة العربية السعودية

١٣- شهادة المسيح على أهل زمانه بالشّكّ في شأنه قال متى: "بينما التلاميذ يأكلون طعامًا مع يسوع قال: كلكم تشكون فِيَّ هذه الليلة؛ لأنه مكتوب أني أضرب الراعي فيفترق الغنم، فقال بطرس: لو شَكَّ جميعهم لم أشك أنا، فقال يسوع: الحقّ أقول لك إنك في هذه الليلة تنكرني قبل أن يصيح الديك"١. فقد شهد / (١/٢٥/أ) عليهم المسيح بالشّكّ فيه وأن خيارهم وهو بطرس خليفته عليهم من بعده سينكره، وإذا وقع لهم الشّكّ في المسيح في آخر أيامه ومنتهى مدته فقد تخرمت الثقة بأقوالهم، وإذا أنكره مثل بطرس ولم يعرفه بطل جزمهم بأنه قتل وصلب وصحّ قول٢ ربنا تعالى: ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُم وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتَّبَاعُ الحَقِّ﴾ . الآية. [سورة النساء، الآية: ١٥٧] . فهذا المسيح ﵇ قد وافق محمّدًا ﵉ في أن القوم شاكون فيه، وذلك مبطل لدعوى القتل والصلب. وقد صرح المسيح في هذا الفصل بحرف لو تأمله النصارى لما عدلوا عن اعتقاد نبوته إلى انتحال بنوته وهو قول المسيح: "إنه مكتوب أني أضرب الراعي"، سمّى نفسه راعيًا وهاديًا داعيًا، وهذا حال الأنبياء ﵈ فإنهم يطوقون أعباء السياسة، ويرفقون الأنام بأخلاق الحراسة. فنحن نسأل النصارى، من هو الضارب؟ ومن هو المضروب؟

١ متى ٢٦/٣١-٣٤. ٢ قول المؤلف: "وصحّ قول ربنا تعالى ... "، هو من باب الإلزام وإقامة الحجة على النصارى. وإلاّ فإن كلّ مسلم يعتقد بأن قول الله عزوجل هو الحقّ ووعده الصدق.

1 / 147