345

============================================================

.: الأول من تجزيد الأغاتى

خيره مع الجاق وكان هلال بن الأشسعر ضر به رجل من بنى جلان، يقال له : عبيد أبن حرى ، فى شىء كان للينهما، فشجه وخمشه خماشة . فأتى هلال بنى جلان فقال: إن صاحبكم قد فعل بى ما ترؤن ، فخذوا لى بحقى . فأوعدوه وزبروه (1).

فخرج من عندهم وهو يقؤال : عسى أن يكون لهذا جزاء حتى آتي بلاد قومه .

فمضى لذلك زمن طويل حتى درس ذ كره . ثم إن عبيد بن حرى قدم الوقبى وهو موضع من بلاد مالك - فلما قدمها ذكر هلالا وما كان بينه وينه ، فتخوفه ، فسأل عن أعز أهل الماء ، فقيل له : معاذ بن جعدة بن ثابت بن زرارة ابن ربيعة بن سيار بن رزام بن مازن . فأتاه فوجده غائبا عن الماء، فعقد عبيد ابن حرى طرف تيابه إلى جنب طنب بيت معاذ وكانت العرب إذا فعلت ذلك وجب على المعقود بطنب بيته للمستجير به أن يجيره وأن يطلب بظلامته - وكان يوم فعل ذلك غائبا عن المام . فقيل : رجل أستجار بآل معاذ بن جعدة . ثم خرج عبيد بن حرى ليستقى، فوافق قدوم هلال بابله يوم وروده . وكان هلال يأكل ما وجد عند أهله ثم يرد مع الإبل، ثم كرجع إلى أهله بعد أيام ولا يتزود طعاما ولا شرابا . فلما نظر هلال إلى ابن حرى ذكر ما كان بينه وبينه . ولم يعلم باستجارته بمماذ بن جعدة ، فطلب شيئا يضربه به فلم يجد، فأنتزع المخور من الساقية فعلاه به ضرية على رأسه ، فصرعه وقيذا (2). وقيل : قتل هلال ابن الأشعر جار معاذ بن جعدة ! فلما سيمع ذلك هلال تخوف بنى عمه الرزاميين، فأتى راحلته ليرگبها ، فتعطلقت به خولة بنت يزيد بن ثابت ، وقالت : عدو الله !

قتلت جارنا ! والله لا تفارقى حتى يأتيك رجالنا . قال هلال : والمخور فى يدى لم أضعه، فهممت أن أعلو به رأس خولة، ثم قلت فى نفسى : عجوز لها سن (1) فى بعض أصول الأغان : "وزجروه " وهما بمعى (2) الوقيذ : الذى اشفى على الموت .

مخ ۳۴۵