تجربه ښځینه
التجربة الأنثوية: مختارات من الأدب النسائي العالمي
ژانرونه
لكن ما هذا؟ ألبرت جاكس؟ اسمه ألبرت جاكس؟ أ. جاكس. وكانت تظنه أجاكس. كل تلك السنوات. منذ اللحظة التي مشى فيها إلى جوار قاعة السباحة، وأشاحت عنه بعينيها وقد جلس منفرج الساقين فوق مقعد خشبي، أشاحت بعينيها لتتجنب الفضاء الواسع من الترتيب المفرط بين ساقيه، الفضح الذي لا يحمل أية علامة، لا علامة على الإطلاق، للحيوان الرابض في بنطلونه، أشاحت بعيدا عن منخريه المتغطرسين، والابتسامة التي ظلت تنزلق وتهوي، تهوي حتى أرادت أن تمد يدها وتمسك بها قبل أن تبلغ الرصيف، وتتلطخ بأعقاب السجائر وأغطية الزجاجات، والبصاق، أسفل قدميه، وأقدام الرجال الآخرين الذين جلسوا أو وقفوا خارج القاعة، يصيحون ويغنون لها هي و«نيل» والنساء البالغات أيضا، أناشيد مثل «لحم الخنزير»، و«السكر العسلي»، و«يا إلهي، ماذا فعلت لأستحق الغضب» و«خذني أيها المسيح، فقد رأيت الأرض الموعودة»، و«تذكرني يا إلهي»، بأصوات متلعثمة، رققتها عاطفة فقدت الأمل. حتى وقتئذ، عندما كانت هي و«نيل» تحاولان جاهدتين ألا تحلما به، وألا تفكرا به عندما تلمسان النعومة الملساء تحت ملابسهما الداخلية، أو تحلان ضفائر شعرهما بمجرد أن تغادرا المنزل، ليتموج ويتطاير حول آذانهما، أو يلفا الأربطة القطنية حول صدريهما، حتى لا تخترق الحلمات قماش البلوزتين، فتعطيه ذريعة لأن يبتسم ابتسامته المنزلقة الهاوية، التي ترسل الدماء في بشرتيهما. وحتى فيما بعد، عندما رقدت لأول مرة مع رجل، ونطقت اسمه مكرهة، أو قالته وهي تعنيه (هو)، لم يكن الاسم الذي تهتف به وتتلفظه هو اسمه على الإطلاق.
وقفت وبين أصابعها قطعة بالية من الورق وقالت بصوت مرتفع، مخاطبة لا أحد: «لم أعرف حتى اسمه. وبما أني لم أعرف اسمه، فليس هناك ما عرفته، ولم أعرف شيئا على الإطلاق منذ كان الشيء الوحيد الذي أردت أن أعرفه هو اسمه، فكيف إذن لا يتركني وقد كان يمارس الحب مع امرأة لا تعرف حتى اسمه.» - «وأنا طفلة، كانت رءوس عرائسي المصنوعة من الورق تنفصل عن أجسادها، ومضى وقت طويل قبل أن أكتشف أن رأسي أنا لن يقع إذا ما أحنيت عنقي. اعتدت أن أمشي برأس متصلب خوفا من أن تنقصف رقبتي إذا ما هبت عليها ريح قوية أو تعرضت لدفعة شديدة. «نيل» هي التي صححت لي أوهامي. لكنها كانت مخطئة. فلم يكن رأسي متصلبا بالقدر الكافي عندما التقيته، ففقدته مثل العرائس.» - «حسن إنه رحل. فسرعان ما كنت سأمزق اللحم عن وجهه لأتأكد من أمر الذهب، وما كان أحد ليفهم هذا النوع من الفضول. كانوا سيعتقدون أني أردت إيذاءه، كما حدث مع الصبي الصغير الذي سقط فوق السلم وكسرت ساقه، وظن الناس أني دفعته، لمجرد أني انحنيت فوقه أتفحصها.»
زحفت إلى فراشها، ورخصة القيادة بين أصابعها، واستغرقت في نوم مفعم بأحلام زرقاء مخضرة.
وعندما استيقظت، كانت في رأسها نغمة لم تتمكن من تمييزها، ولم تتذكر أنها سمعتها من قبل. فكرت: «لعلني ابتدعتها.» ثم تذكرت؛ اسم الأغنية وكل كلماتها كما سمعتها من قبل مرات عديدة. جلست على حافة الفراش تفكر: «لم تعد هناك أغان جديدة، وقد غنيت كل ما هو موجود منها. غنيتها كلها. كل الأغاني الموجودة.» وعاودت الرقاد، ومضت تترنم بنغمة قصيرة نشاز تتألف من كلمات «غنيت كل الأغاني، كل الأغاني، غنيت كل الأغاني الموجودة.» حتى تأثرت بتهويدتها، فنعست، وفي غور حافة النوم ذاقت طعم الذهب الحريف، وشعرت بقشعريرة المرمر، واشتمت النتانة السوداء الحلوة للطفلة.
القلب النازف
للكاتبة الأمريكية مارلين فرنش (1980م)
The bleeding heart by Marlyn French (1980) («دولوريس» أستاذة جامعية أمريكية في الخامسة والأربعين من عمرها، مطلقة ولها طفلان، طويلة، نحيفة، ينحني كتفاها دائما إلى الأمام «كأنما تحاول حماية ثدييها أو قلبها.»
منذ البلوغ، اعتبرت النشاط الجنسي عبودية للجسد، فنظرت إليه بامتعاض. لكنها تعلمت على مر الأعوام، أن تثق بجسدها: «فهو الشيء الوحيد الذي ينبئك بالصدق. العقل يكذب، لكن الجسد لا يفعل.»
تحصل على منحة دراسية في جامعة «أوكسفورد» الإنجليزية لمدة عام. وفي القطار تلتقي «فيكتور»، نائب مدير شركة أمريكية كبرى للإلكترونيات، في نفس عمرها، متزوج وله أطفال، جاء إنجلترا ليفتح فرعا لشركته.
تنشأ بين الاثنين علاقة. وتحدثه عن ماضيها فتقول إنها التزمت العفة عدة سنوات: «مررت بفترة سيئة مع رجل كنت مجنونة بحبه. أو ظننت أني مجنونة بحبه. ولم تندمل جراحي لبعض الوقت. ثم بدأت أعمل في كتابي الثاني، عن صور المرأة في أدب عصر النهضة .. واستحوذ هذا العمل على كل كياني، وملأني بالغضب .. الغضب مما ارتكب في حق النساء. وبالإضافة إلى ذلك، كان الكتاب يأخذ كل وقتي؛ كل الوقت الذي لا أقضيه في التدريس ورعاية الطفلين، اللذين كانا في دور المراهقة وقتها، والعناية بالمنزل، والتنظيف، والطهي .. لم يكن لدي وقت لأي شيء آخر .. هكذا انتقلت إلى مرحلة العفة».)
ناپیژندل شوی مخ