تجربه ښځینه
التجربة الأنثوية: مختارات من الأدب النسائي العالمي
ژانرونه
هكذا كان شأن بول ثيبولو، الذي انتقل مع زوجته كيناليبي، وأطفالهما الثلاثة إلى قرية بولنج في عام 1966م، عام الاستقلال. كان قد حصل على نظارة المدرسة الابتدائية بالقرية. وخصص له ولأسرته حقل فارغ بجوار فناء ديكيليدي موكوبي، يبني فيه منزله الجديد.
يشكل الجيران مركز العالم بالنسبة لبعضهم البعض. فهم يتبادلون المساعدات في جميع الأوقات. ويقرضون بعضهم البعض السلع المختلفة. هكذا تابعت ديكيليدي باهتمام فناء جيرانها الجدد. في البداية ظهر الرجل مع بعض العمال لإقامة السور، الذي شيد بسرعة وكفاءة. وترك الرجل لديها انطباعا حسنا في الحال، عندما ذهبت تقدم نفسها، وتعرف القليل عنهم.
كان طويلا، عريض العظام، بطيء الحركة، بالغ الوداعة لدرجة أن ضوء الشمس وظلها كانا يتلاعبان بعينيه، ويجعلان من العسير تحديد لونهما الفعلي. وعندما يقف ساكنا، ويبدو مستغرقا في التفكير، يتسلل ضوء الشمس إلى عينيه، ويعشش بهما، فيعطيهما لون الظل في أحيان، ولونا بنيا خفيفا في غيرها.
التفت نحوها مبتسما في ود عندما قدمت نفسها، وقال إنه نقل هو وزوجته من قرية بوبونونج. وإنها ما زالت هي وأطفالها، لدى أقاربهما في القرية إلى أن ينتهي من إعداد الفناء. كان يتعجل الاستقرار؛ لأن الفترة الدراسية تبدأ بعد شهر. وقال إنهم سيشيدون كوخين من الطين أول الأمر، ثم يقيمون منزلا صغيرا من الطوب فيما بعد، وستأتي زوجته بعد أيام مع بعض النسوة، لإقامة الجدران الطينية للكوخين.
قالت ديكيليدي: «أحب أن أساعدكم. فإذا بدأنا العمل في ساعة مبكرة من الصباح، وكنا ست نساء أمكننا أن ننتهي من إقامة الجدران في أسبوع. وإذا رغبت في أن يكون أحد الكوخين من القش، فإن الجميع يعرفون أني المرأة التي لا تتسرب المياه من قشها.»
أجاب الرجل مبتسما أنه سينقل هذه المعلومات إلى امرأته، وأضاف بعذوبته معربا عن ثقته في أنها ستحبها عندما تلتقي بها، فهي ودودة تحظى بحب الجميع.
عادت ديكيليدي إلى فنائها بمعنويات عالية. لم تكن تتلقى زيارات كثيرة. فمنذ تركها زوجها لم يعد أحد من أقاربها يتردد عليها خوفا من أن تطلب منه شيئا. واقتصر زائروها على المتعاملين معها في شأن من شئونهم، فهم إما يريدون منها حياكة ملابس لأطفالهم، أو تطريز جرسيات للشتاء. وعندما تجد نفسها بلا عمل تصنع السلال ثم تبيعها. هكذا استطاعت أن تقوم بأود نفسها وأطفالها الثلاثة، لكنها ظلت محرومة من الأصدقاء الحقيقيين.
أثبتت الأيام صدق الزوج، فقد كانت زوجته لطيفة المعشر. كانت طويلة بعض الشيء ونحيفة، ذات شخصية مشرقة ومفعمة بالحيوية. ولم تحاول إخفاء ما تتمتع به من سعادة. وتحقق ما وعدت به ديكيليدي. فقد نجح فريق العمل المكون من ست نساء في إقامة جدران الكوخين الطينيين في أسبوع واحد، وبعد أسبوعين اكتمل إعداد الكساء الخارجي المصنوع من القش. وانتقلت أسرة ثيبولو إلى مقرها الجديد كما انتقلت ديكيليدي إلى أكثر فترات حياتها ازدهارا وسعادة، صنعت فيها منحنى كبيرا، منفرجا إلى أعلى. وتجاوزت علاقتها بأسرة ثيبولو حدود التبادل الودي بين الجيران، إذ كانت علاقة غنية وخلاقة.
لم يمض وقت طويل حتى نشأت بين المرأتين صداقة من ذلك النوع العميق، الودود، الذي يتضمن المشاركة في كل شيء، ولا يعقد أواصره غير النساء. وبدا أن كيناليبي في حاجة إلى عدد لا حصر له من الأثواب لها ولبناتها الصغيرات الثلاث. ولما كانت ديكيليدي قد رفضت أن تتقاضى أجرا نقديا على هذه الخدمات، بحجة المنافع العديدة التي تتلقاها من جيرانها الطيبين، فقد رتب بول ثيبولو الأمر بحيث تأخذ أجرها على صورة سلع منزلية، بحيث اطمأنت ديكيليدي إلى توفر احتياجاتها من الذرة والسكر والشاي واللبن الجاف وزيت الطهي، لعدة سنوات قادمة. وكانت كيناليبي أيضا من ذلك النوع من النساء الذي يجعل العالم كله يدور حولها، فشخصيتها الجذابة كانت تجتذب عديدا من النساء إلى فنائها، وبالتالي عديدا من الزبائن لصديقتها صانعة الثياب؛ ديكيليدي. وسرعان ما أصبحت الأخيرة مثقلة بالعمل واضطرت لابتياع ماكينة ثانية للحياكة، والاستعانة بمساعدة. وألفت الصديقتان القيام بكل شيء سويا، فهما دائما معا، في مناسبات الزواج، والجنازات، واحتفالات القرية. وفي ساعات الفراغ كانتا تبحثان أمورهما الحميمة، بحيث أصبحت كل منهما تعرف تفاصيل حياة الأخرى معرفة تامة.
وذات يوم قالت ديكيليدي في أسى: «أنت حقا محظوظة. فليس هناك زوج مثل بول.»
ناپیژندل شوی مخ