تجربه ښځینه
التجربة الأنثوية: مختارات من الأدب النسائي العالمي
ژانرونه
طول اليوم كنت حزينة، رغم أني ثملة.
ذهبت إلى المدرسة، المدرسة التي يتردد عليها طفله. كنا مرة نتناول الغداء وقال إنه يجب أن يذهب ليكون أمام باب المدرسة في الثالثة والنصف. رافقته جانبا من الطريق ثم تواريت. كانت المدرسة في منزل عادي بميدان، وعندما عدت أبحث عنها، لم أكن واثقة أني سأستدل عليها. لكن الأمر لم يكن صعبا. كان العنوان في الخارج، منقوشا فوق لوحة نحاسية. وصلت في الثالثة والنصف تماما، ومع ذلك لم يكن ثمة أثر لطفل واحد. ظللت واقفة وقلبي يخفق بسرعة. مرت خمس دقائق دون أن يظهر أي طفل. ثم فكرت: إنهم لا يخرجون قبل الثالثة والأربعين دقيقة مثل بقية المدارس. لكنه قال الثالثة والنصف بدافع الحرص. وكرهته بسبب كذبه. أول طفل ظهر عند الباب قد يكون طفله: أسمر، يفتقد إلى الشمس؛ لأن بشرته تحمر بسهولة، وتصفر في الطقس المعتم. استقل سيارة قادتها امرأة. أطفال آخرون، أمهات، سيارات: انصرفت قبل أن يخرج الجميع. وبدا لي الأمر كله - ذهابي هناك - دليلا على فساد الذوق. لا يمكنني أن أفعل هذا ثانية. الآمنون يثيرون حفيظتي، لكن الأغبياء مثلي يثيرونها أكثر.
بوسعي أن أجد عذرا ما؛ أن أرسل له هذا العذر، وأؤكد ذلك بأمانة كاملة: يمكنني أن أفعل لو تأكدت أنه سيصله هو، وهو وحده. لكن إذا وقع في يد شخص آخر يكون هذا غدرا. والغدر هو الشيء الوحيد في نهاية الحب الذي يلغيه تماما .. بشكل ما، الحب الذي يتغير أو يخبو، أو يتلاشى، طبيعي، أما الحب الذي ينتهي بالغدر فلا تعود له في الذهن أية علاقة بالحب على الإطلاق.
روعة. عاد جيريمي من المدرسة وقلت: «أحدث اليوم شيء لطيف؟» قال: «أجل، أفلت أحد حيوانات الهامستر من صندوقه وأكل كل زخارف عيد الميلاد .» انطلقنا نضحك. وفكرت فيما بعد أنها أول مرة منذ شهور تخطر ببالي فكرة لا علاقة لها ب «أ» أو «ب». قلت لنفسي: لتكن هذه أولى لحظات كثيرة حرة، وتناولنا أنا وجيريمي الحلوى والشاي، وضحكنا. لا أطلب أن يكون اليوم مثل الأمس أو مثل الغد. أريد أن أعيش من أجل اللحظة، من أجل التجربة الخاصة التي لا تتكرر. قد تكون ضحكا، أو حبا أو ألما، أو لذة، أو أي شيء. أريد أن أكون حرة. لن أحقق هذا أبدا، لكن أحدا لا يسعه أن يقول إني لم أحاول.
الكراسة الذهبية
للكاتبة الإنجليزية دوريس ليسنج (1962م)
The Golden notebook by Doris Lessing 1962
والآن، اتخذت قرارها. كرت عائدة إلى الفندق، في الناحية الأخرى من باريس، وحزمت حقائبها، وأبرقت إلى جوليا وإلى باتريشيا، ثم استقلت السيارة إلى المطار. كان هناك مقعد خال في طائرة التاسعة، أي بعد ثلاث ساعات. أطلت متمهلة على مطعم المطار. وقرأت حزمة من المجلات النسائية الفرنسية بعناية، وهي تسجل الموضوعات والقصص التي قد تفيد باتريشيا. كانت تقوم بذلك بنصف عقلها بينما تفكر: «حسنا، علاج هذه الحالة هو العمل. سوف أكتب رواية جديدة. لكن المشكلة أني عندما كتبت روايتي السابقة لم أقل: سأكتب رواية. لقد وجدت نفسي أكتبها. حسنا، لا بد أن أضع نفسي في الحالة الذهنية ذاتها، حالة الاستعداد الطليق أو الانتظار السلبي. فربما وجدت نفسي، ذات يوم، أكتب. لكني، في الحقيقة، لم أعد أعبأ بذلك. لو أن بول قال: سأتزوجك بشرط ألا تكتبي حرفا واحدا بعد الآن. يا إلهي، كنت فعلت! كنت مستعدة لشراء بول. لكن ذلك سيصبح خداعا مزدوجا. أنا لست سعيدة لأني فقدت شيئا من استقلالي، بعض حريتي. لكن حريتي لا علاقة لها بكتابة رواية، إنها تتعلق بموقفي من رجل، وهذا ما تبين كذبه، لأني صرت حطاما. كانت سعادتي مع بول أكثر أهمية من أي شيء آخر، فإلى أين أدى هذا بي؟ ها أنا ذا وحيدة، خائفة من الوحدة، بلا حيلة، أهرب من مدينة مثيرة لأني لا أملك الطاقة المعنوية لأتلفن لأي واحد من اثني عشر إنسانا يسرهم (أو على الأقل ربما) أن أفعل.
المرعب أنه عقب انتهاء كل مرحلة من مراحل حياتي، لا يتبقى منها أكثر مما يعرفه الجميع. وهو، في هذه الحالة، أن عواطف النساء ما زالت كما هي، لا تصلح إلا لنوع من المجتمعات لم يعد له وجود. عواطفي العميقة، الحقيقية، تتصل بعلاقتي برجل. رجل واحد. لكني لا أعيش هذا النوع من الحياة، وأعرف قليلات يفعلن ذلك. ما أشعر به سخيف لا جدوى منه. دائما أنتهي إلى أن عواطفي الحقيقية غبية. يجدر بي أن أكون مثل الرجل، أهتم بعملي أكثر من اهتمامي بالناس. يجدر بي أن أضع عملي في المحل الأول، وآخذ الرجال كما هم، أو أجد لنفسي واحدا عاديا مريحا، لأسباب تتعلق بالخبز والزبدة. لكني لن أفعل، ليس بوسعي أن أكون هكذا.»
نادى الميكروفون على رقم الرحلة. وسارت «إيللا» مع الآخرين إلى الطائرة، واستقرت في مقعدها بعد أن لاحظت أن المقعد المجاور لها قد شغلته امرأة، وتنفست لذلك الصعداء. لو حدث ذلك منذ خمس سنوات لشعرت بالأسف. واستعدت الطائرة للإقلاع. لكن خللا ما طرأ عليها. وسئل الركاب أن يغادروا الطائرة حتى يتمكن العمال من إصلاح «عطب صغير في المحرك». وعاد الركاب إلى المطعم حيث أعلن عاملوه عن تقديم وجبة من الطعام.
ناپیژندل شوی مخ