تَاجُ التَّرَاجِمِ
تأليف
أَبُو الْفِدَاءِ زَيْنُ الدِّيْنِ قَاسِم بْنُ قُطْلُوْبَغَا السُّوْدُوْنِي
(٨٠٢ - ٨٧٩هـ)
تحقيق
محمد خير رمضان يوسف
ترجمة المؤلف [من الضوء اللامع للسخاوي] قاسم بن قطلوبغا الزين وربما لقب الشرف أبو العدل السودوني نسبة لمعتق أبيه سودون الشيخوني نائب السلطنة الجمالي الحنفي الآتي أبوه ويعرف بقاسم الحنفي. ولد فيما قاله لي في المحرم سنة اثنتين وثمانمائة بالقاهرة، ومات أبوه وهو صغير فنشأ يتيمًا وحفظ القرآن وكتبًا عرض بعضها على العز بن جماعة، وتكسب بالخياطة وقتًا وبرع فيها بحيث كان فيما بلغني يخيط بالأسود في البغدادي فلا يظهر، ثم أقبل على الاشتغال فسمع تجويد القرآن على الزراتيتي وبعض التفسير على العلاء البخاري وأخذ علوم الحديث عن التاج أحمد الفرغاني النعماني قاضي بغداد وشيخنا والفقه عن أولى الثلاثة والسراج قاري الهداية والمجد الرومي والنظام السيرامي والعز عبد السلام البغدادي وعبد اللطيف الكرماني وأصوله عن العلاء والسراج والشرف السبكي وأصول الدين عن العلاء والبساطي، وكذا قرأ على السعد بن الديري في سنة اثنتين وثلاثين شرحه لعقائد النسفي والفرائض والميقات عن ناصر الدين البارنباري وغيره واستمد فيها وفي الحساب كثيرًا بالسيد على تلميذ ابن المجدي والعربية عن العلاء والتاج والمجد والسبكي المذكورين والصرف عن البساطي والمعاني والبيان عن العلاء والنظام والبساطي والمنطق عن السبكي وبعضهم في الأخذ عنه أكثر من بعض، واشتدت عنايته بملازمة ابن الهمام بحيث سمع عليه غالب ما كان يقرأ عنده في هذه الفنون وغيرها وذلك من سنة خمس وعشرين حتى مات وكان معظم انتفاعه به ومما قرأه عليه الربع الأول من شرحه للهداية وقطعة من توضيح صدر الشريعة وجميع المسايرة من تأليفه، وطلب الحديث بنفسه يسيرًا فسمع على شيخنا وابن الجزري والشهاب الواسطي والزين الزركشي والشمس بن المصري والبدر حسين البوصيري وناصر الدين الفاقوسي والتاج الشرابيشي والتقي المقريزي وعائشة الحنبلية والطبقة، وارتحل قديمًا مع شيخه التاج النعماني إلى الشام بحيث أخذ عنه جامع مسانيد أبي حنيفة للخوارزمي وعلوم الحديث لابن الصلاح وغيرهما، وأجاز له في سنة ثلاث وعشرين وكذا دخل إسكندرية وقرأ بها على الكمال بن خير وقاسم التروجي كما قاله لي، وحج غير مرة وزار بيت المقدس وقال أنه شملته الإجازة من أهل الشام وإسكندرية وغيرهما، وأحسبه يكنى بذلك عن الإجازة العامة فقد رأيته يروي عمن أجاز في سنة ست عشرة وما كان له من يعتني باستجازة أهل ذاك العصر خصوصًا الغرباء له؛ ونظر في كتب الأدب ودواوين الشعر فحفظ منها شيئًا كثيرًا وعرف بقوة الحافظة والذكاء وأشير إليه بالعلم، وأذن له غير واحد بالإفتاء والتدريس، ووصفه ابن الديري بالشيخ العالم الذكي؛ وشيخنا بالإمام العلامة المحدث الفقيه الحافظ وقبل ذلك في سنة خمس وثلاثين إذ قرأ عليه تصنيفه الإيثار بمعرفة رواة الآثار بالشيخ الفاضل المحدث الكامل الأوحد وقال: قراءة علي وتحريرًا فأفاد ونبه على مواضع ألحقت في هذا الأصل فزادته نورًا؛ وهو المعني بقوله في خطبة الكتاب: إن بعض الإخوان التمس مني فأجبته إلى ذلك مسارعًا ووقفت عند ما اقترح طائعًا، وترجمه الزين رضوان في بعض مجاميعه بقوله من حذاق الحنفية كتب الفوائد واستفاد وأفاد انتهى.
وتصدى للتدريس والإفتاء قديمًا وأخذ عنه الفضلاء في فنون كثيرة وأسمع من لفظه جامع مسانيد أبي حنيفة المشار إليه بمجلس الناصري ابن الظاهر جقمق بروايته له عن التاج النعماني عن محيي الدين أبي الحسن حيدرة بن أبي الفضائل محمد بن يحيى العباسي مدرس المستنصرية ببغداد سماعًا عن صالح بن عبد الله بن الصباغ عن أبي المؤيد محمد بن محمود بن محمد الخوارزمي مؤلفه وكان الناصري ممن أخذ عنه واختص بصحبته بل هو فقيه أخيه الملقب بعد بالمنصور وكذا قرئ الجامع المذكور ببيت المحب بن الشحنة وسمعه عليه هو وغيره وحمله الناس عنه قديمًا وحديثًا، وممن كتب عنه من نظمه ونثره البقاعي وبالغ في أذيته فإنه قال: وكان مفننًا في علوم كثيرة الفقه والحديث والأصول وغيرها ولم يخلف بعده حنفيًا مثله إلا أنه كان كذابًا لا يتوقف في شيء يقوله فلا يعتمد على قوله، قال: وكان من سنين قويًا في بدنه يمشي جيدًا فلما وقعت فتنة ابن الفارض في سنة أربع وسبعين أظهر التعصب لأهل الاتحاد فقال له الشمس السنباطي: أليس في مباهلة ابن حجر لابن الأمين المصري عبرة فقال: إنما كان موت ابن الأمين مصادفة فسلط الله عليه يعني على الزين قاسم عسر البول بعد مدة يسيرة واشتد به حتى خيف موته وعولج حتى صار به سلس بول فقام وقد هرم وكان لا يمشي إلا وذكره في قنينة زجاج واستمر به حتى مات وهو كالفرج انتهى.
وأقبل على التأليف كما حكاه لي من سنة عشرين وهلم جرا، ومما صنفه في هذا الشأن شرح قصيدة ابن فرح في الإصلاح وقال أنه بحث فيه مع العز بن جماعة وشرح منظومة ابن الجزري وقال أنه جمع فيه من كل نوع حتى صار في مجلدين يعني وخرج عن أن يكون شرحًا لهذا النظم المختصر ولكنه لم يكمل وكان يقول أنه زردخانتي إشارة إلى أنه جمع فيه كل ما عنده، وحاشية على كل من شرح ألفية العراقي والنخبة وشرحها لشيخنا وتخريج عوارف المعارف للسروردي وأحاديث كل من الاختيار شرح المختار في مجلدين والبزدوي في أصول الفقه وتفسير أبي الليث ومنهاج الأربعين والأربعين في أصول الدين وجواهر القرآن وبداية الهداية أربعتها للغزالي والشفا وكتب منه أوراقًا وإتحاف الأحياء بما فات من تخريج أحاديث الأحياء ومنية الألمعي بما فات الزيلعي وبغية الرائد في تخريج أحاديث شرح العقائد ونزهة الرائض في أدلة الفرائض وترتيب مسند أبي حنيفة لابن المقري وتبويب مسنده للحارثي والأمالي على مسند عقبة بن عامر الصحابي نزيل مصر وعوالي كل من الليث والطحاوي وتعليق مسند الفردوس كله مقفص والذي خرجه منه قليل جدًا ورجال كل من الطحاوي في مجلد والموطأ لمحمد بن الحسن والآثار له ومسند أبي حنيفة لابن المقري وترتيب كل من الإرشاد للخليلي في مجلد والتمييز للجوزقاني في مجلد وأسئلة الحاكم للدارقطني ومن روى عن أبيه عن جده في مجلد والاهتمام الكلي بأصلاح ثقات العجلي في مجلد وزوائد رجال كل من الموطأ ومسند الشافعي وسنن الدارقطني على الستة والثقات ممن لم يقع في الكتب الستة في أربع مجلدات وتقويم اللسان في الضعفاء في مجلدين وفضول اللسان وحاشية على كل من المشتبه والتقريب كلاهما لشيخنا والأجوبة عن اعتراض ابن أبي شيبة على أبي حنيفة في الحديث وتبصرة الناقد في كيد الحاسد في الدفع عن أبي حنيفة وترصيع الجوهر النقي كتب منه إلى أثناء التيمم وتلخيص صورة مغلطاي وتلخيص دولة الترك ومنتقى من درر الأسلاك في قضاة مصر وقال أنه لم يتم وتاج التراجم فيمن صنف من الحنفية وتراجم مشايخ المشايخ في مجلد وتراجم مشايخ شيوخ العصر وقال أنه لم يتم ومعجم شيوخه ومجلد من شرح المصابيح للبغوي ومنها في غيره شروح لعدة كتب من فقه مذهبه وهي القدوري تقيد فيه بكونه من رواية أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن والطحاوي والكرخي والنقاية، وكان شيخنا الشمني يذاكر أنه سلخ فيه شرحه لها ولذا أعرض التقي عن شرحه المسلوخ منه وابتكر شرحًا آخر لم يفرغ منه إلا قبيل موته ومختصر المنار ومختصر المختصر ودرر البحار في المذاهب الأربعة وهو في تصنيفين قال أن المطول منهما لم يتم وأجوبة عن اعتراضات ابن العز على الهداية وأفرد عدة مسائل وهي البسملة ورفع اليدين والأسوس في كيفية الجلوس والفوائد الجلة في اشتباه القبلة والنجدات في السهو عن السجدات ورفع الاشتباه عن مسألة المياه والقول القاسم في بيان حكم الحاكم والقول المتبع في أحكام الكنائس والبيع وتخريج الأقوال في مسألة الاستبدال وتحرير الأنظار في أجوبة ابن العطار والأصل في الفصل والوصل يعني وصل التطوع بالفريضة وشرح الفرائض كل من الكافي ومجمع البحرين وقال أنه مزج وكذا شرح مختصر الكافي في الفرائض لابن المجدي وجامعة الأصول في الفرائض وقال أن تصنيفه له كان في سنة عشرين والورقات لإمام الحرمين وقال أنه كان في أواخرها وأول التي تليها ورسالة السيد في الفرائض
وقال أنه مطول وله أعمال في الوصايا والدوريات وإخراج المجهولات وتعليقه على القصارى في الصرف وحاشية على شرح العزى في الصرف أيضًا للتفتازاني وعلى شرح العقائد وأجوبة عن اعتراضات العز بن جماعة على أصول الحنفية وتعليقة على الأندلسية في العروض وغير ذلك مما وقفت على أسمائه بخطه لأعلى هذا الترتيب كشرح مخمسة العز عبد العزيز الديريني في العربية واختصار تلخيص المفتاح وشرح منار النظر في المنطق لابن سينا. وهو إمام علامة قوي المشاركة في فنون ذاكر لكثير من الأدب ومتعلقاته واسع الباع في استحضار مذهبه وكثير من زواياه وخباياه متقدم في هذا الفن طلق اللسان قادر على المناظرة وإفحام الخصم لكن حافظته أحسن من تحقيقه مغرم بالانتقاد ولو لمشايخه حتى بالأشياء الواضحة والإكثار من ذكر ما يكون من هذا القبيل بحضرة كل أحد ترويجًا لكلامه بذلك مع شائبة دعوى ومساجحة ولقد سمعته يقول أنه أفرد زوائد متون الدارقطني أو رجاله على الستة من غير مراجعتها كثير الطرح لأمور مشكلة يمتحن بها وقد لا يكون عنده جوابها ولهذا كان بعضهم يقول أن كلامه أوسع من علمه، وأما أنا فأزيد على ذلك بأن كلامه أحسن من قلمه مع كونه غاية في التواضع وطرح التكلف وصفاء الخاطر جدًا وحسن المحاضرة لا سيما في الأشياء التي يحفظها وعدم اليبس والصلابة والرغبة في المذاكرة للعلم وإثارة الفائدة والاقتباس ممن دونه مما لعله لم يكن أتقنه؛ وقد انفرد عن علماء مذهبه الذين أدركناهم بالتقدم في هذا الفن وصار بينهم من أجلة شأنه مع توقف الكثير منهم في شأنه وعدم إنزاله منزلته، وهكذا كان حال أكثرهم معه جريًا على عادة العصريين، وقصد بالفتاوى في النوازل والمهمات فبلغوا باعتنائه بهم مقاصدهم غالبًا؛ واشتهر بذلك وبالمناضلة عن ابن عربي ونحوه فيما بلغني مع حسن عقيدته، ولم يل مع انتشار ذكره وظيفة تناسبه بل كان في غالب عمره أحد صوفية الأشرفة؛ نعم استقر في تدريس الحديث بقبة البيبرسية عقب ابن حسان ثم رغب عنه بعد ذلك لسبط شيخنا وقرره جانبك الجداوي في مشيخة مدرسته التي أنشأها بباب القرافة ثم صرفه وقرر فيها غيره ولكنه كان قبيل هذه الأزمان ربما تفقده الأعيان من الملوك والأمراء ونحوهم فلا يدبر نفسه في الارتفاق بذلك بل يسارع إلى إنفاقه ثم يعود لحالته وهكذا مع كثرة عياله وتكرر تزويجه، وبالجملة فهو مقصر في شأنه، ولما استقر رفيقه السيف الحنفي في مشيخة المؤيدية عرض عليه السكنى بقاعتها لعلمه بضيق منزله أو تكلفه بالصعود إليه لكونه بالدور الأعلى من ربع الحوندار فما وافق وكذا لما استقر الشمس الأمشاطي في قضاء الحنفية رتب له من معاليمه في كل شهر ثمانمائة درهم لمزيد اختصاصه به وتقدم صحبته معه ورتب له الدوادار الكبير يشبك من مهدي قبيل موته بيسير على ديوانه في كل شهر ألفين فما أظنه عاش حتى أخذ منها شهرًا بل عين لمشيخة الشيخونية عند توعك الكافياجي بسفارة المنصور حين كان بالقاهرة عند الأشرف قايتباي وكذا بسفارة الأتابك أزبك فقدرت وفاته قبله، وعظم انتفاع الشرف المناوي به وكذا البدر بن الصواف في كثير من مقاصدهما بعد أن كان من أخصاء المحب بن الشحنة حتى أنه لعله أول من أذن لولده الصغير في الإفتاء ثم مسه منهم غاية المكروه جريًا على عادتهم بحيث شافهوه بمجلس السلطان بما لا يليق وانتصر له العز قاضي الحنابلة وهجرهم بسببه مدة حتى توسط بينهم العضد الصيرامي،
وقد صحبته قديمًا وسمعت منه مع ولدي المسلسل بسماعه له على الواسطي وكتبت عنه من نظمه وفوائده أشياء بل قرأت عليه شرح ألفية العراقي لتوهم مزيد عمل فيه ووقع ذلك منه موقعًا ولامني فيه غير واحد من الفضلاء، واستعار أشياء من تعاليقي ومسوداتي وغيرها وكثر تردده لي قبل ذلك وبعده بسبب المراجعة وغيرها صريحًا وكناية لحسن اعتقاده في بحيث صرح مرارًا بتفردي بهذا الشأن وربما يقول: أنا وأنت غرباء، ونحو هذا من القول وخطه عندي شاهد بأعلى من ذلك حسبما أثبته في موضع آخر مع كثير من نظمه وفوائده، وشهد على شينا بأنني أمثل جماعته وبالغ عقب وفاة الوالد رحمهما الله في التأسف عليه وصرح لكل من العز الحنبلي والأمشاطي بأنه من قدماء أصحابه وخيارهم وممن له عليه فضل قديم وأنه بقي من العالمين بذلك جارنا ابن المرخم وابن بهاء القباني ولهذا التمس مني الوقوف على غسله فلم أوافق أدبًا مع الشيخ لكون الوالد لما أعلمه من إجلاله له وتعظيمه إياه بحيث كان يقول: ما أكثر محفوظه وأحسن عشرته، وربما يقول: هو سكردان لم يكن يرضيه ذلك، تعلل الشيخ مدة طويلة بمرض حاد وبحبس الأراقة والحصاة وغير ذلك وتنقل لعدة أماكن إلى أن تحول قبيل موته بيسير بقاعة بحارة الديلم فلم يلبث أن مات فيها في ليلة الخميس رابع ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وصلى عليه من الغد تجاه جامع المارداني في مشهد حافل ودفن على باب المشهد المنسوب لعقبة عند أبويه وأولاده وتأسفوا على فقده ﵀ وإيانا؛ ومما نظمه ردًا لقول القائل: إن كنت كاذبة التي حدثتني ... فعليك إثم أبي حنيفة أو زفر الواثبين على القياس تمردًا ... والراغبين عن التمسك بالأثر فقال: كذب الذي سب المآثم للذي ... قاس المسائل بالكتاب وبالأثر إن الكتاب وسنة المختار قد ... دلا عليه فدع مقالة من فشر وقد ذكره المقريزي في عقوده وأرخ مولده كما قدمنا ولكنه قال تخمينًا قال: وبرع في فنون من فقه وعربية وحديث وغير ذلك وكتب مصنفات عديدة من شرح دور البحار للقونوي في اختلاف المذاهب الأربعة وشرح مخمسة الديريني في العربية وجامعة الأصول في الفرائض وورقات إمام الحرمين وميزان النظر في المنطق لابن سينا وكتب تعليقة على موطأ محمد بن الحسن وأخرى على آثاره واختصر تلخيص المفتاح وله حواش على حواشي التفتازاني على تصريف العزى وعلى الأندلسية في العروض وكتب غريب أحاديث شرح أبي الحسن الأقطع على القدوري وخرج أحاديث الاختيار شرح المختار ورتب مسند أبي حنيفة للحارثي على الأبواب.
وفي الضوء اللامع أيضا: " عزيزة " ابنة الزين قاسم بن قطلوبغا الحنفي زوج المحب محمد بن يونس أخي السيف الحنفي وأم أولاده وأخت المحمدين الماضيين. ماتت في يوم الثلاثاء ثالث عشر المحرم سنة تسع وثمانين بالبيت المعروف بعم زوجها من نواحي الصليبة وصلى عليها من الغد في سبيل المؤمنى في طائفة ثم دفنت عند أبيها بسيدي عقبة من القرافة. ومولدها سنة خمس وأربعين وثمانمائة وتعلمت الخط وقرأت ما تيسر وسمعت على جدة زوجها أم هانئ الهورينية وغيرها وكانت خيرة أثكلت عدة أولاد بل غرق لها ولد قبيل موتها بيسير في بركتهم فكظمت ولم تبث عوضهما الله الجنة. من كتبه: • تاج التراجم تحقيق: إبراهيم صالح - ط١ - ١٤١٤هـ - ١٩٩٢م. الناشر: دار المأمون للتراث - بيروت • من روى عن أبيه عن جده دراسة وتحقيق: د. باسم فيصل الجوابرة الناشر: مكتبة المعلا الكويت، الطبعة الأولى (١٤٠٩ هـ - ١٩٨٨م). • تخريج أحاديث تفسير أبي الليث السمرقندي. لم يعثر عليه وهو مفقود، والله أعلم. • بغية الراشد في تخريج أحاديث شرح العقائد النسفية • منية الألمعي فيما فات من تخريج أحاديث الهداية للزيلعي، للحافظ القاسم بن قطلوبغا. حققه: محمد زاهد الكوثري، طبع في القاهرة ١٣٧٠هـ ٦٤ص. • "التعريف والإخبار بتخريج أحاديث "الاختيار" شرح "المختار" في فروع الحنفية، كلاهما لأبي الفضل مجد الدين عبد الله بن مودود الموصلي (ت٦٨٣هـ) والتخريج لابن قطلوبغا، تحقيق: محمد ألماس يعقوبي، مكة المكرمة، رسالة دكتوراه، قدمت بجامعة أم القرى، ١٤١٦هـ، وكذا طبع بتحقيق بشير صبحي طاهر، أصله رسالة الدكتوراه، قدمت بجامعة أم درمان الإسلامية، بسودان. • تخريج أحاديث أصول البزدوي، وقد طبع على حاشية كتاب البزدوي. • تخريج أحاديث الشفا للقاضي عياض. • تخريج أحاديث منهاج العابدين للغزالي. • تحفة الأحياء بما فات من تخاريج الإحياء. • تخريج أحاديث عوارف المعارف للسهروردي. • تخريج أحاديث النصيحة الكافية للشيخ زروق الفاسي. • من روى عن أبيه، عن جده.
ترجمة المؤلف [من الضوء اللامع للسخاوي] قاسم بن قطلوبغا الزين وربما لقب الشرف أبو العدل السودوني نسبة لمعتق أبيه سودون الشيخوني نائب السلطنة الجمالي الحنفي الآتي أبوه ويعرف بقاسم الحنفي. ولد فيما قاله لي في المحرم سنة اثنتين وثمانمائة بالقاهرة، ومات أبوه وهو صغير فنشأ يتيمًا وحفظ القرآن وكتبًا عرض بعضها على العز بن جماعة، وتكسب بالخياطة وقتًا وبرع فيها بحيث كان فيما بلغني يخيط بالأسود في البغدادي فلا يظهر، ثم أقبل على الاشتغال فسمع تجويد القرآن على الزراتيتي وبعض التفسير على العلاء البخاري وأخذ علوم الحديث عن التاج أحمد الفرغاني النعماني قاضي بغداد وشيخنا والفقه عن أولى الثلاثة والسراج قاري الهداية والمجد الرومي والنظام السيرامي والعز عبد السلام البغدادي وعبد اللطيف الكرماني وأصوله عن العلاء والسراج والشرف السبكي وأصول الدين عن العلاء والبساطي، وكذا قرأ على السعد بن الديري في سنة اثنتين وثلاثين شرحه لعقائد النسفي والفرائض والميقات عن ناصر الدين البارنباري وغيره واستمد فيها وفي الحساب كثيرًا بالسيد على تلميذ ابن المجدي والعربية عن العلاء والتاج والمجد والسبكي المذكورين والصرف عن البساطي والمعاني والبيان عن العلاء والنظام والبساطي والمنطق عن السبكي وبعضهم في الأخذ عنه أكثر من بعض، واشتدت عنايته بملازمة ابن الهمام بحيث سمع عليه غالب ما كان يقرأ عنده في هذه الفنون وغيرها وذلك من سنة خمس وعشرين حتى مات وكان معظم انتفاعه به ومما قرأه عليه الربع الأول من شرحه للهداية وقطعة من توضيح صدر الشريعة وجميع المسايرة من تأليفه، وطلب الحديث بنفسه يسيرًا فسمع على شيخنا وابن الجزري والشهاب الواسطي والزين الزركشي والشمس بن المصري والبدر حسين البوصيري وناصر الدين الفاقوسي والتاج الشرابيشي والتقي المقريزي وعائشة الحنبلية والطبقة، وارتحل قديمًا مع شيخه التاج النعماني إلى الشام بحيث أخذ عنه جامع مسانيد أبي حنيفة للخوارزمي وعلوم الحديث لابن الصلاح وغيرهما، وأجاز له في سنة ثلاث وعشرين وكذا دخل إسكندرية وقرأ بها على الكمال بن خير وقاسم التروجي كما قاله لي، وحج غير مرة وزار بيت المقدس وقال أنه شملته الإجازة من أهل الشام وإسكندرية وغيرهما، وأحسبه يكنى بذلك عن الإجازة العامة فقد رأيته يروي عمن أجاز في سنة ست عشرة وما كان له من يعتني باستجازة أهل ذاك العصر خصوصًا الغرباء له؛ ونظر في كتب الأدب ودواوين الشعر فحفظ منها شيئًا كثيرًا وعرف بقوة الحافظة والذكاء وأشير إليه بالعلم، وأذن له غير واحد بالإفتاء والتدريس، ووصفه ابن الديري بالشيخ العالم الذكي؛ وشيخنا بالإمام العلامة المحدث الفقيه الحافظ وقبل ذلك في سنة خمس وثلاثين إذ قرأ عليه تصنيفه الإيثار بمعرفة رواة الآثار بالشيخ الفاضل المحدث الكامل الأوحد وقال: قراءة علي وتحريرًا فأفاد ونبه على مواضع ألحقت في هذا الأصل فزادته نورًا؛ وهو المعني بقوله في خطبة الكتاب: إن بعض الإخوان التمس مني فأجبته إلى ذلك مسارعًا ووقفت عند ما اقترح طائعًا، وترجمه الزين رضوان في بعض مجاميعه بقوله من حذاق الحنفية كتب الفوائد واستفاد وأفاد انتهى.
وتصدى للتدريس والإفتاء قديمًا وأخذ عنه الفضلاء في فنون كثيرة وأسمع من لفظه جامع مسانيد أبي حنيفة المشار إليه بمجلس الناصري ابن الظاهر جقمق بروايته له عن التاج النعماني عن محيي الدين أبي الحسن حيدرة بن أبي الفضائل محمد بن يحيى العباسي مدرس المستنصرية ببغداد سماعًا عن صالح بن عبد الله بن الصباغ عن أبي المؤيد محمد بن محمود بن محمد الخوارزمي مؤلفه وكان الناصري ممن أخذ عنه واختص بصحبته بل هو فقيه أخيه الملقب بعد بالمنصور وكذا قرئ الجامع المذكور ببيت المحب بن الشحنة وسمعه عليه هو وغيره وحمله الناس عنه قديمًا وحديثًا، وممن كتب عنه من نظمه ونثره البقاعي وبالغ في أذيته فإنه قال: وكان مفننًا في علوم كثيرة الفقه والحديث والأصول وغيرها ولم يخلف بعده حنفيًا مثله إلا أنه كان كذابًا لا يتوقف في شيء يقوله فلا يعتمد على قوله، قال: وكان من سنين قويًا في بدنه يمشي جيدًا فلما وقعت فتنة ابن الفارض في سنة أربع وسبعين أظهر التعصب لأهل الاتحاد فقال له الشمس السنباطي: أليس في مباهلة ابن حجر لابن الأمين المصري عبرة فقال: إنما كان موت ابن الأمين مصادفة فسلط الله عليه يعني على الزين قاسم عسر البول بعد مدة يسيرة واشتد به حتى خيف موته وعولج حتى صار به سلس بول فقام وقد هرم وكان لا يمشي إلا وذكره في قنينة زجاج واستمر به حتى مات وهو كالفرج انتهى.
وأقبل على التأليف كما حكاه لي من سنة عشرين وهلم جرا، ومما صنفه في هذا الشأن شرح قصيدة ابن فرح في الإصلاح وقال أنه بحث فيه مع العز بن جماعة وشرح منظومة ابن الجزري وقال أنه جمع فيه من كل نوع حتى صار في مجلدين يعني وخرج عن أن يكون شرحًا لهذا النظم المختصر ولكنه لم يكمل وكان يقول أنه زردخانتي إشارة إلى أنه جمع فيه كل ما عنده، وحاشية على كل من شرح ألفية العراقي والنخبة وشرحها لشيخنا وتخريج عوارف المعارف للسروردي وأحاديث كل من الاختيار شرح المختار في مجلدين والبزدوي في أصول الفقه وتفسير أبي الليث ومنهاج الأربعين والأربعين في أصول الدين وجواهر القرآن وبداية الهداية أربعتها للغزالي والشفا وكتب منه أوراقًا وإتحاف الأحياء بما فات من تخريج أحاديث الأحياء ومنية الألمعي بما فات الزيلعي وبغية الرائد في تخريج أحاديث شرح العقائد ونزهة الرائض في أدلة الفرائض وترتيب مسند أبي حنيفة لابن المقري وتبويب مسنده للحارثي والأمالي على مسند عقبة بن عامر الصحابي نزيل مصر وعوالي كل من الليث والطحاوي وتعليق مسند الفردوس كله مقفص والذي خرجه منه قليل جدًا ورجال كل من الطحاوي في مجلد والموطأ لمحمد بن الحسن والآثار له ومسند أبي حنيفة لابن المقري وترتيب كل من الإرشاد للخليلي في مجلد والتمييز للجوزقاني في مجلد وأسئلة الحاكم للدارقطني ومن روى عن أبيه عن جده في مجلد والاهتمام الكلي بأصلاح ثقات العجلي في مجلد وزوائد رجال كل من الموطأ ومسند الشافعي وسنن الدارقطني على الستة والثقات ممن لم يقع في الكتب الستة في أربع مجلدات وتقويم اللسان في الضعفاء في مجلدين وفضول اللسان وحاشية على كل من المشتبه والتقريب كلاهما لشيخنا والأجوبة عن اعتراض ابن أبي شيبة على أبي حنيفة في الحديث وتبصرة الناقد في كيد الحاسد في الدفع عن أبي حنيفة وترصيع الجوهر النقي كتب منه إلى أثناء التيمم وتلخيص صورة مغلطاي وتلخيص دولة الترك ومنتقى من درر الأسلاك في قضاة مصر وقال أنه لم يتم وتاج التراجم فيمن صنف من الحنفية وتراجم مشايخ المشايخ في مجلد وتراجم مشايخ شيوخ العصر وقال أنه لم يتم ومعجم شيوخه ومجلد من شرح المصابيح للبغوي ومنها في غيره شروح لعدة كتب من فقه مذهبه وهي القدوري تقيد فيه بكونه من رواية أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد بن الحسن والطحاوي والكرخي والنقاية، وكان شيخنا الشمني يذاكر أنه سلخ فيه شرحه لها ولذا أعرض التقي عن شرحه المسلوخ منه وابتكر شرحًا آخر لم يفرغ منه إلا قبيل موته ومختصر المنار ومختصر المختصر ودرر البحار في المذاهب الأربعة وهو في تصنيفين قال أن المطول منهما لم يتم وأجوبة عن اعتراضات ابن العز على الهداية وأفرد عدة مسائل وهي البسملة ورفع اليدين والأسوس في كيفية الجلوس والفوائد الجلة في اشتباه القبلة والنجدات في السهو عن السجدات ورفع الاشتباه عن مسألة المياه والقول القاسم في بيان حكم الحاكم والقول المتبع في أحكام الكنائس والبيع وتخريج الأقوال في مسألة الاستبدال وتحرير الأنظار في أجوبة ابن العطار والأصل في الفصل والوصل يعني وصل التطوع بالفريضة وشرح الفرائض كل من الكافي ومجمع البحرين وقال أنه مزج وكذا شرح مختصر الكافي في الفرائض لابن المجدي وجامعة الأصول في الفرائض وقال أن تصنيفه له كان في سنة عشرين والورقات لإمام الحرمين وقال أنه كان في أواخرها وأول التي تليها ورسالة السيد في الفرائض
وقال أنه مطول وله أعمال في الوصايا والدوريات وإخراج المجهولات وتعليقه على القصارى في الصرف وحاشية على شرح العزى في الصرف أيضًا للتفتازاني وعلى شرح العقائد وأجوبة عن اعتراضات العز بن جماعة على أصول الحنفية وتعليقة على الأندلسية في العروض وغير ذلك مما وقفت على أسمائه بخطه لأعلى هذا الترتيب كشرح مخمسة العز عبد العزيز الديريني في العربية واختصار تلخيص المفتاح وشرح منار النظر في المنطق لابن سينا. وهو إمام علامة قوي المشاركة في فنون ذاكر لكثير من الأدب ومتعلقاته واسع الباع في استحضار مذهبه وكثير من زواياه وخباياه متقدم في هذا الفن طلق اللسان قادر على المناظرة وإفحام الخصم لكن حافظته أحسن من تحقيقه مغرم بالانتقاد ولو لمشايخه حتى بالأشياء الواضحة والإكثار من ذكر ما يكون من هذا القبيل بحضرة كل أحد ترويجًا لكلامه بذلك مع شائبة دعوى ومساجحة ولقد سمعته يقول أنه أفرد زوائد متون الدارقطني أو رجاله على الستة من غير مراجعتها كثير الطرح لأمور مشكلة يمتحن بها وقد لا يكون عنده جوابها ولهذا كان بعضهم يقول أن كلامه أوسع من علمه، وأما أنا فأزيد على ذلك بأن كلامه أحسن من قلمه مع كونه غاية في التواضع وطرح التكلف وصفاء الخاطر جدًا وحسن المحاضرة لا سيما في الأشياء التي يحفظها وعدم اليبس والصلابة والرغبة في المذاكرة للعلم وإثارة الفائدة والاقتباس ممن دونه مما لعله لم يكن أتقنه؛ وقد انفرد عن علماء مذهبه الذين أدركناهم بالتقدم في هذا الفن وصار بينهم من أجلة شأنه مع توقف الكثير منهم في شأنه وعدم إنزاله منزلته، وهكذا كان حال أكثرهم معه جريًا على عادة العصريين، وقصد بالفتاوى في النوازل والمهمات فبلغوا باعتنائه بهم مقاصدهم غالبًا؛ واشتهر بذلك وبالمناضلة عن ابن عربي ونحوه فيما بلغني مع حسن عقيدته، ولم يل مع انتشار ذكره وظيفة تناسبه بل كان في غالب عمره أحد صوفية الأشرفة؛ نعم استقر في تدريس الحديث بقبة البيبرسية عقب ابن حسان ثم رغب عنه بعد ذلك لسبط شيخنا وقرره جانبك الجداوي في مشيخة مدرسته التي أنشأها بباب القرافة ثم صرفه وقرر فيها غيره ولكنه كان قبيل هذه الأزمان ربما تفقده الأعيان من الملوك والأمراء ونحوهم فلا يدبر نفسه في الارتفاق بذلك بل يسارع إلى إنفاقه ثم يعود لحالته وهكذا مع كثرة عياله وتكرر تزويجه، وبالجملة فهو مقصر في شأنه، ولما استقر رفيقه السيف الحنفي في مشيخة المؤيدية عرض عليه السكنى بقاعتها لعلمه بضيق منزله أو تكلفه بالصعود إليه لكونه بالدور الأعلى من ربع الحوندار فما وافق وكذا لما استقر الشمس الأمشاطي في قضاء الحنفية رتب له من معاليمه في كل شهر ثمانمائة درهم لمزيد اختصاصه به وتقدم صحبته معه ورتب له الدوادار الكبير يشبك من مهدي قبيل موته بيسير على ديوانه في كل شهر ألفين فما أظنه عاش حتى أخذ منها شهرًا بل عين لمشيخة الشيخونية عند توعك الكافياجي بسفارة المنصور حين كان بالقاهرة عند الأشرف قايتباي وكذا بسفارة الأتابك أزبك فقدرت وفاته قبله، وعظم انتفاع الشرف المناوي به وكذا البدر بن الصواف في كثير من مقاصدهما بعد أن كان من أخصاء المحب بن الشحنة حتى أنه لعله أول من أذن لولده الصغير في الإفتاء ثم مسه منهم غاية المكروه جريًا على عادتهم بحيث شافهوه بمجلس السلطان بما لا يليق وانتصر له العز قاضي الحنابلة وهجرهم بسببه مدة حتى توسط بينهم العضد الصيرامي،
وقد صحبته قديمًا وسمعت منه مع ولدي المسلسل بسماعه له على الواسطي وكتبت عنه من نظمه وفوائده أشياء بل قرأت عليه شرح ألفية العراقي لتوهم مزيد عمل فيه ووقع ذلك منه موقعًا ولامني فيه غير واحد من الفضلاء، واستعار أشياء من تعاليقي ومسوداتي وغيرها وكثر تردده لي قبل ذلك وبعده بسبب المراجعة وغيرها صريحًا وكناية لحسن اعتقاده في بحيث صرح مرارًا بتفردي بهذا الشأن وربما يقول: أنا وأنت غرباء، ونحو هذا من القول وخطه عندي شاهد بأعلى من ذلك حسبما أثبته في موضع آخر مع كثير من نظمه وفوائده، وشهد على شينا بأنني أمثل جماعته وبالغ عقب وفاة الوالد رحمهما الله في التأسف عليه وصرح لكل من العز الحنبلي والأمشاطي بأنه من قدماء أصحابه وخيارهم وممن له عليه فضل قديم وأنه بقي من العالمين بذلك جارنا ابن المرخم وابن بهاء القباني ولهذا التمس مني الوقوف على غسله فلم أوافق أدبًا مع الشيخ لكون الوالد لما أعلمه من إجلاله له وتعظيمه إياه بحيث كان يقول: ما أكثر محفوظه وأحسن عشرته، وربما يقول: هو سكردان لم يكن يرضيه ذلك، تعلل الشيخ مدة طويلة بمرض حاد وبحبس الأراقة والحصاة وغير ذلك وتنقل لعدة أماكن إلى أن تحول قبيل موته بيسير بقاعة بحارة الديلم فلم يلبث أن مات فيها في ليلة الخميس رابع ربيع الآخر سنة تسع وسبعين وصلى عليه من الغد تجاه جامع المارداني في مشهد حافل ودفن على باب المشهد المنسوب لعقبة عند أبويه وأولاده وتأسفوا على فقده ﵀ وإيانا؛ ومما نظمه ردًا لقول القائل: إن كنت كاذبة التي حدثتني ... فعليك إثم أبي حنيفة أو زفر الواثبين على القياس تمردًا ... والراغبين عن التمسك بالأثر فقال: كذب الذي سب المآثم للذي ... قاس المسائل بالكتاب وبالأثر إن الكتاب وسنة المختار قد ... دلا عليه فدع مقالة من فشر وقد ذكره المقريزي في عقوده وأرخ مولده كما قدمنا ولكنه قال تخمينًا قال: وبرع في فنون من فقه وعربية وحديث وغير ذلك وكتب مصنفات عديدة من شرح دور البحار للقونوي في اختلاف المذاهب الأربعة وشرح مخمسة الديريني في العربية وجامعة الأصول في الفرائض وورقات إمام الحرمين وميزان النظر في المنطق لابن سينا وكتب تعليقة على موطأ محمد بن الحسن وأخرى على آثاره واختصر تلخيص المفتاح وله حواش على حواشي التفتازاني على تصريف العزى وعلى الأندلسية في العروض وكتب غريب أحاديث شرح أبي الحسن الأقطع على القدوري وخرج أحاديث الاختيار شرح المختار ورتب مسند أبي حنيفة للحارثي على الأبواب.
وفي الضوء اللامع أيضا: " عزيزة " ابنة الزين قاسم بن قطلوبغا الحنفي زوج المحب محمد بن يونس أخي السيف الحنفي وأم أولاده وأخت المحمدين الماضيين. ماتت في يوم الثلاثاء ثالث عشر المحرم سنة تسع وثمانين بالبيت المعروف بعم زوجها من نواحي الصليبة وصلى عليها من الغد في سبيل المؤمنى في طائفة ثم دفنت عند أبيها بسيدي عقبة من القرافة. ومولدها سنة خمس وأربعين وثمانمائة وتعلمت الخط وقرأت ما تيسر وسمعت على جدة زوجها أم هانئ الهورينية وغيرها وكانت خيرة أثكلت عدة أولاد بل غرق لها ولد قبيل موتها بيسير في بركتهم فكظمت ولم تبث عوضهما الله الجنة. من كتبه: • تاج التراجم تحقيق: إبراهيم صالح - ط١ - ١٤١٤هـ - ١٩٩٢م. الناشر: دار المأمون للتراث - بيروت • من روى عن أبيه عن جده دراسة وتحقيق: د. باسم فيصل الجوابرة الناشر: مكتبة المعلا الكويت، الطبعة الأولى (١٤٠٩ هـ - ١٩٨٨م). • تخريج أحاديث تفسير أبي الليث السمرقندي. لم يعثر عليه وهو مفقود، والله أعلم. • بغية الراشد في تخريج أحاديث شرح العقائد النسفية • منية الألمعي فيما فات من تخريج أحاديث الهداية للزيلعي، للحافظ القاسم بن قطلوبغا. حققه: محمد زاهد الكوثري، طبع في القاهرة ١٣٧٠هـ ٦٤ص. • "التعريف والإخبار بتخريج أحاديث "الاختيار" شرح "المختار" في فروع الحنفية، كلاهما لأبي الفضل مجد الدين عبد الله بن مودود الموصلي (ت٦٨٣هـ) والتخريج لابن قطلوبغا، تحقيق: محمد ألماس يعقوبي، مكة المكرمة، رسالة دكتوراه، قدمت بجامعة أم القرى، ١٤١٦هـ، وكذا طبع بتحقيق بشير صبحي طاهر، أصله رسالة الدكتوراه، قدمت بجامعة أم درمان الإسلامية، بسودان. • تخريج أحاديث أصول البزدوي، وقد طبع على حاشية كتاب البزدوي. • تخريج أحاديث الشفا للقاضي عياض. • تخريج أحاديث منهاج العابدين للغزالي. • تحفة الأحياء بما فات من تخاريج الإحياء. • تخريج أحاديث عوارف المعارف للسهروردي. • تخريج أحاديث النصيحة الكافية للشيخ زروق الفاسي. • من روى عن أبيه، عن جده.
ناپیژندل شوی مخ