196

تاج منظور

التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط

ژانرونه

روي: إن أخياركم عند الله أحسنكم خلقا وأجلكم لقاء(111)، وألطفكم بأهله، وإنه يؤتى بالرجل من أمتي غدا وما له حسنة ترجى له بها الجنة، فيقول الرب -جل ثناؤه(112)-: «ادخلوه الجنة، فإنه كان يرحم عياله؛ وكفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوته»، وإن الصدقة على العيال أفضل، فابدأ بمن تعول، والنفقة على العيال أفضل ثم على الوالدين ثم على الرحم ثم في سبيل الله. ومن ضجر من عياله فسأل الله كفايتهم(113) بالموت، فقد دعى على مؤمن بما لا يحل له، وجاز له -قيل- أن يحب موتهم بلا دعاء.

ويروى أن للمسلم على أخيه ثلاثين حقا لا براءة له منها غدا إلا بأدائها، أو يعفو أخوه عنه، وهي: أن يغفر ذنبه، ويرحم عبرته، ويستر عورته، ويقيل عثرته، ويرضى صحبته، ويحفظ خلته، ويعود مرضه، ويحضر موته، ويشهد جنازته، ويجيب دعوته، ويقبل هديته، ويكافئ صلته، ويشكر نعمته، ويحسن نصرته، ويقضي حاجته، ويشبع مسألته، ويشمت عطسه، ويرشد ضالته، ويرد سلامه، ويطيب له كلامه، ويبدئ إنعامه، ويصدق أقسامه، ويتولاه ولا يعاديه، وينصره ظالما أو مظلوما، ونصرته ظالما رده عن ظلمه، ونصرته مظلوما إعانته على أخذه حقه، ويحب له ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه.

ومن له حاجة إلى أخيه فليكن هو الذي يأتيه، فإنه أحق بذلك [106]. ومن ذب عن عرض أخيه كان له حجابا من النار. ومن لقي أخاه بما يسره سره الله غدا. ومن أكرم أخاه حق له أن يحمله الله على درج الجنان.

ابن بركة: حق المسلم أوجب فيما تعبده الله به من حق الأب إن كان غير مسلم.

ابن عباس: أحب إخواني إلي من إذا عبت عذرني، وإذا عبته قبلني؛ والمسلم أخو المسلم، لا يغيره، ولا يضره، ولا يخدعه، ولا يمكر به، ولا يخونه، ولا يغشه؛ وهم كالبنيان يشد بعضه بعضا.

مخ ۱۹۶