تاج منظور
التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
ژانرونه
والرياء إرادة النفع العاجل ولو بحب المحمدة، وطلب المنزلة عند الخلق أو مع الآجل، وهو مفسد للعمل.
وقيل: العمل ثلاثة: عمل يقع فيه إخلاصان، وهو العبادات الظاهرات؛ وعمل لا يقع فيه شيء منهما، وهو العبادة الباطنة؛ وعمل يقع فيه إخلاص طلب الأجر، وهو المباحات.
وقيل: كل عمل يحتمل صرفه إلى غير الله من العبادات يقع فيه الإخلاص، وفي أكثر الباطنة أيضا لا يقع فيها إخلاص طلب الأجر إذ لا يطلع عليها غير الله سبحانه، فيمتنع فيها دواعي الرياء، فلم تحتج إلى الإخلاص، وهو يقارن العمل عند مباشرته، وإخلاص طلب الأجر قد يتأخر عنه، وقيل: يعتبر فيه عند الفراغ منه، فلا يمكن
استدراك الإخلاص أو الرياء بعد انقضاء العمل؛ وقيل: لكل عمل إخلاص؛ وقيل: يجوز اعتقاده لجملة العبادات.
ومن طلب بسعيه التعفف عن الخلق والقدرة على العبادة، لم يكن به مراءيا، وكذا ما قصد به الآخرة، كمن اعتاد قراءة أو عبادة أراد بها دفع شدة أو طلب رزق يغنيه عن المسألة، ليكون له عونا على العبادة وقوة على الدرس، فكل ذلك من الآخرة.
وعلى المؤمن اجتناب العجب، فإنه يفسد العمل، ويحجب عن التوفيق، فإذا عارضه في عمله استغفر منه وتمادى فيه، فإن ترك العمل مخافة العجب من مكائد الشيطان، ومن ثم قيل: اعمل وإن خفت العجب مستغفرا. واحتياج استغفارنا إلى الاستغفار -كما قيل- لا يوجب ترك الاستغفار.
والناس في العجب ثلاثة: معجب بكل حال، وهو من لا يرى لله عليه منة في أفعاله، وينكر العون والتوفيق منه؛ ومخلط ينتبه تارة فيذكر منة الله عليه، ويغفل أخرى فيعجب لعروض الغفلة وضعف البصيرة؛ وذاكر لمنة الله عليه في كل حال، لا يعرض له العجب أصلا لقوة بصيرته التي خص بها وأكرم، فدام مستقيما.
وليحذر العبد من النفاق والرياء والتخليط والمن والأذى والعجب والحسرة والتهاون والندامة(80)، وخوف ملامة الناس؛ فهذه العشرة تفسدعمله كغيرها.
مخ ۱۵۲