142

تاج منظور

التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط

ژانرونه

وقد قال تعالى: {فاعلم أنه لا إلاه إلا هو} (سورة محمد: 19)، {فاعلموا أنما أنزل بعلم الله} الآية (سورة هود: 14)، فقدم العلم على التوحيد، فكلما اتسع القلب بالعلم بالله سبحانه وزهد ازداد مإيمانا وعلا، لأنه يرى في علوه ما لا يراه غيره ويعلم في اتساعه ما لا يعلمه سواه فيكون زيادة في إيمانه ثم يشاهد(69) كل ما آمن به فيكون قوة(70) يقينيه وسعة مشاهدته، فكلما قصر علم القلب بالله -عز وعلا- وبصفاته وأحكام ملكوته قل إيمان العبد(71) ثم يشاهد(72) ما آمن به من وراء حجاب لما [75] غلب عليه من حب الأسباب، فبحسب القرب والبعد والزيادة والنقصان، يتفاوت الإيمان كتفاوت ما بين العشرة إلى مائة ألف، فيكون إيمان قلب المؤمن معشار عشر عشر إيمان قلب الموقن، فأهل اليقين هم العارفون بالله -عز وعلا-. وفي الخبر: ((احذروا فراسة المؤمن، فإنه بنور الله يبصر، وهو اليقين)).

فصل

ترتيب الخواطر القادحة في القلب على ستة معان: ثلاثة منها لا يؤاخذ بها، وثلاثة أخرى مطالب بها؛ فأولها الهم وهو ما يبدو من وسوسة النفس بالشيء يحسه العبد كالبرق، فإن صرفه بالذكر انمحى وإن تركه بغفلة كان قطرة

وثانيها خطور العدو بالتزيين، وإن نفى الخاطر ذهب، وإن ونى عنه قوي فصار وسوسة وهو ثالثها؛ فهذه محدثات النفس للعدو وإصغاؤها إليه، وإن نفى الوسوسة بالذكر خنس العدو وضعفت النفس، فهذه الثلاثة لها مغفورة برحمة الله

فإن أطلق العبد النفس في مطالبة العدو بالمحادثة قويت الوسوسة وصارت عقدا في القلب ومركزا، فإن أبدل العبد نية لعمل الخير وتاب انحل العقد وزال المركز، وإن تهاون به صار عزما؛ فهذه الثلاثة مأخوذ بها العبد.

مخ ۱۴۲