132

تاج منظور

التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط

ژانرونه

وسئل الفضل عن مصر مات، هل تثبت له حسناته حال إصراره؟ قال: سألت عن ذلك سعيد بن محرز فقال: نظرت أنا وأبو عبد الله فيمن يعمل الحسنات ثم يكفر ثم يتوب، فافترقنا واجتمعنا على أن لا يضيع له ذلك عند الله؛ فقيل للفضل : فما عمله من حسنات حال إصراره؟ فقال: {إنما يتقبل الله من المتقين}(سورة المائدة: 27) والله أعلم.

ابن محبوب: إذا تاب رد الله إليه صالح عمله. أبو المؤثر: إنما يتولى على الخواتم، فمن ختم عمله بخير وتوبة توليناه، ولا يضره ما سبق من كثرة ذنوبه، فمن ختمه بالنكث والإصرار وانتحال الباطل دينا، خلعناه ولا ينتفع بماضي حسناته، لأن الحسنات يذهبن السيئات وبالعكس، فعلمنا من قوله تعالى: {يأيها الذين ءامنوا لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبيء} الآية (سورة الحجرات: 2)، أن الأعمال يحبطها أيسرها.

ومن عمل لجائر وجاء له بالخراج من الناس، وحبسهم عليه وضربهم، [69] وحارب معهم حيث لا يجوز له، بقتل وسلب، فتوبته الترك لذلك، والإقلاع منه(58)، والاستغفار، والندم، ورد المظالم، والخروج إلى كل ذي حق من حقه، فما تلفه هو أو دفعه إلى الجائر، أو تلف في يده من قبل غيره، فعليه ثمنه على ما قال به أهل العدل، وإن اختلفوا في القيمة وفي صفة الشيء فالقول فيهما قوله، وما باعه بأقل من ثمنه، فلربه عليه قيمة ما يسوى وما هو أوفر، وكذا فيما استغل وفيما ربح، وما تناسل عنده فضمان كل ذلك عليه ولو زال من يده مالم يصل أهله أو يبرأوه منه، وإلا سعى في أدائه بما أمكنه، وإن لم يعرفهم وجعل قيمتها في بيت المال أو تصدق بها وأشهد به، فإن جاء طالب لها(59) وصحت له خير بين أجره وغرمها له. وإن نسي بعضها احتاط بما رأى أو بأكثر، فهذا توبة من ركب ما يضمن على التحريم أو الجهل به، وقد بلغت الدعوة وقامت الحجة وانقطع العذر، فلا جهل ولا تجاهل في الإسلام.

مخ ۱۳۲