کتاب التاج په اخلاقو کې د ملوکو

الجاحظ d. 255 AH
162

کتاب التاج په اخلاقو کې د ملوکو

كتاب التاج في اخلاق الملوك

پوهندوی

أحمد زكي باشا

خپرندوی

المطبعة الأميرية

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٣٣٢هـ - ١٩١٤م

د خپرونکي ځای

القاهرة

ثم درست هذه السياسة حتى ملك الرشيد، فكان أشد الملوك بحثًا عن أسرار رعيته، وأكثرهم بها عنايةً، وأحزمهم فيها أمرًا. وعلى نحو هذا كان المأمون أيامه. والدليل على ما قلنا فيه ما شاهدنا من رسالته إلى اسحق بن إبراهيم في الفقهاء وأصحاب الحديث، وهو بالشأم. خبر فيها عن عيب واحدٍ واحدٍ، وعن حالته وأموره التي خفيت، أو أكثرها، عن القريب والبعيد. ثم ما علمت أن أحدًا ممن كان دون السلطان الأعظم في دهرنا هذا كان أشد على الأسرار بحثًا وأكثر لها فحصًا، حتى بلغ من هذا الجنس أقصى حده، وآخر نهايته، وأبعد مداه، وجعله أكثر شغله في ليله ونهاره، إلا اسحق بن إبراهيم. فحدثني موسى بن صالح بن شيخ، قال: كلمته في امرأةٍ من بعض أهلنا، وسألته النظر لها،

1 / 170