77

تاج العروس

تاج العروس

پوهندوی

جماعة من المختصين

(فَكتبت بالحُمرة المادَّة) أَي اللَّفْظَة أَو الْكَلِمَة (المهمَلة) أَي المتروكة (لَدَيْه) أَي الصِّحَاح (وَفِي سَائِر التراكيب) أَي بَاقِيهَا أَو جَمِيعهَا (تتَّضِح) أَي تتبين وَتظهر ظهورًا وَاضحا (المَزِيَّة) الْفَضِيلَة والمأْثرة (بالتوَجُّه) أَي الإقبال وَصرف الهمّة (إِلَيْهِ) أَي إِلَى كِتَابه، وَفِي هَذَا الْكَلَام بَيَان أَن الموادّ الَّتِي تَركهَا الجوهريّ ﵀ وزادها المُصَنّف ميزها بِمَا يعرّفها، وَهِي كتَابَتهَا بالحمرة، لإِظْهَار الْفضل السَّابِق، ولشيخنا ﵀ هُنَا كَلَام، لم نعطف إِلَى بَيَانه زِمام، فَإِنَّهُ مورث للملام، وَالله سُبْحَانَهُ الْملك العلاّم (وَلم أَذْكُر ذَلِك) إِشَارَة إِلَى مَا تقدم من مدح كِتَابه وَذكر مناقبه (إِشَاعَة) أَي إذاعة وإظهارا (للمَفَاخر) جمع مَفخَر ومَفَخُرة بِالْفَتْح فيهمَا، وبضم الثَّالِث فِي الثَّانِي لُغَة، مفعل من الفَخْر، وَيُقَال الفَخَار والافتخار، هُوَ الْمَدْح بالخصال المحمودة، قَالَ شَيخنَا: وجوّز الْبَدْر الْقَرَافِيّ ضبط المفاخر بِضَم الْمِيم اسْم فَاعل من فاخَرَه مُفاخرةً، وَجعله متعلِّقًا بأذكر، أَي لم أذكرهُ للشَّخْص المفاخِر. الَّذِي يفاخرني فأَفتخر عَلَيْهِ بِالْكتاب، وَهُوَ من الْبعد بمَكَان (بل إذاعةً) أَي نشًرا وإفشاء (لقوْل) أبي تَمام حَبيب بن أَوْس الطَّائِي (الشَّاعِر) الْمَعْرُوف وَهُوَ: (لاَ زِلْتَ مِنْ شُكْرِيَ فِي حُلَّة ... لابِسُها ذُو سَلَبٍ فَاخِرِ) (يَقُولُ مَنْ تَقْرَعُ أَسْمَاعَهُ (كَمْ تَرَك الأوَّلُ لِلآخِرِ» وَهَذَا الشّطْر الْأَخير جارٍ فِي الْأَمْثَال المتداولة الْمَشْهُورَة حَتَّى قَالَ الجاحظ: (مَا عَلِم النَّاسُ سِوَى قَوْلِهِم ... كَمْ تَرَك الأوَّل لِلآخِرِ) ثمَّ إِن قَوْله " وَلم أذكر ذَلِك " إِلَخ ثَبت فِي نُسخة الْمُؤلف، كَمَا صرح بِهِ المحبّ ابْن الشّحْنَة، وأثبته الْبَدْر

1 / 77