233

تاج العروس

تاج العروس

ایډیټر

جماعة من المختصين

ذبأ
: (﴿الذِّبَأَةُ، بِالْفَتْح) قَالَ ابْن الأَعرابي (: الجاريةُ) الرَّعُوم، وَهِي (المَهزُولة المَليحةُ) الهُزالِ (الخَفِيفةُ الرُّوحِ) وَلم يُورِدهُ صَاحب (اللِّسَان) .
ذَرأ
: (﴾ ذَرَأَ) اللَّهُ لخَلْقَ (كَجَعل) ﴿يَذْرَؤُهم﴾ ذَرْأً (خَلَق: والشَّيْءَ: كَثَّرَه) قَالَ الله تَعَالَى: ﴿﴿يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ﴾ (الشورى: ١١) أَي يُكَثِّرُكُم بِالتَّزْوِيجِ، كأَنه قَالَ﴾ يَذْرَؤُكم بِهِ (وَمِنْه) اشتقاق لفظ (﴿الذُّرِّيَّة، مُثلَّثة) وَلم تُسمَع فِي كَلَامهم إِلا غير مَهْمُوزَة (لِنَسْلِ الثَّقَلَيْنِ) من الجِنّ والإِنس، وَقد تُطلق على الآباءِ والأُصول أَيضًا، قَالَ الله تَعَالَى: ﴿أَنَّا حَمَلْنَا ذُرّيَّتَهُمْ فِى الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ﴾ (يس: ٤١) وَالْجمع﴾ ذَرارِيُّ كَسَراريّ قَالَ الصَّاغَانِي: وَفِي اشتقاقها وجهانِ، أَحدهما أَنها من ﴿الذَّرْءِ، ووزنها فُعُّولَة أَو فُعِّيلة، وَالثَّانِي أَنها من الذَّرِّ بِمَعْنى التَّفْرِيق، لأَن الله تَعَالَى ذَرَّهُم فِي الأَرض، ووزنها فُعْلِيَّة أَو فُعُّولة أَيضًا وأَصلُها ذُرُّورَة فقلبت الرَّاء الثَّالِثَة يَاء، كَمَا فِي تَقَضَّتِ العُقابُ. وَقد أُوقِعَتْ الذُّرِّيَّة على النِّساء، كَقَوْلِهِم للمطرِ سَمَاءٌ، وَمِنْهَا حَدِيث عُمر ﵁. حُجُّوا بالذُّرِّيَّة لَا تَأْكُلُوا أَرْزَاقَها وَتَذرُوا أَرْباقَها فِي أَعناقِها. قيل المُرَاد بهَا النِّسَاء لَا الصِّبيان، وضَرب الأَرْبَاقَ مَثلًا لما قُلِّدَت أَعناقُها مِن وُجوب الحَجّ.
(و)﴾ ذَرَأَ (فُوهُ) وذَرَا، بغي رهمز (: سَقَطَ) مَا فِيهِ من الأَسنان مثل ذرَا كدَعَا.
(و) ﴿ذَرأَ (الأَرضَ: بَذَرهَا) قَالَ شَيخنَا: قيل: الأَفصح فِيهِ وَفِيمَا قبله الإِعلال، وأَما الْهمزَة فلغة ضَعِيفَة أَو لثغة (و) يُقَال (زَرْعٌ﴾ - ذَرِيءٌ) على فَعِيل، قَالَ عُبيدُ الله بن عبد الله بن عُتْبة بن مَسْعُود، ويُروى لِقيس بن ذَرِيح، وَهُوَ موجودٌ فِي دِيوانَيْ شعرهما:
صَدَعْتِ القَلْبَ ثُمّ! ذَرَأْتِ فِيهِ
هَوَاكِ فَلِيمَ فَالْتَأَمَ الفُطُورُ

1 / 233