سألت: «هل حصلت روث على عمل؟» «كلا.» «إنه الحظ الأكثر سوءا.» «أوه، إنه أمر مؤسف لعين. أعلم أنها تجيد التمثيل. المشكلة أنها تتمتع بالكثير من حس الدعابة الذي يعيق استفادتها من المديرين والناس.» «أوه، المسرح لعبة قذرة كريهة، أليس كذلك يا جوجو؟» «إنه الأكثر قذارة يا عزيزتي.»
لم يكن بوسع جيمي أن يحيل ناظريه عنها؛ عن يديها المربعتين الصغيرتين، وعنقها المسبوك ببريق ذهبي بين لفات شعرها النحاسي الكبيرة، وفستانها الأزرق الزاهي.
نهض أوجليثورب قائلا: «حسنا يا عزيزتي ...» «سأمكث هنا بعض الوقت يا جوجو.»
كان جيمي يحدق إلى المثلثات النحيلة للجلد اللامع الذي برز من طماق كاحل أوجليثورب الوردي اللون. محال أن يحوي هذا الطماق قدمي إنسان. نهض فجأة. «حسنا يا سيد هيرف، أيمكنك أن تجلس معي لخمس عشرة دقيقة؟ سأرحل من هنا في السادسة ونسيت أن أحضر معي كتابا ولا يمكنني السير في هذا الحذاء.»
تورد وجه جيمي وعاود الجلوس، وقال متلعثما: «يا إلهي، بالطبع يسعدني ذلك ... أقترح أن نشرب شيئا.» «سأنتهي من تناول الشاي، ولكن لم لا تطلب شراب الجن الفوار؟ أحب أن أشاهد الناس وهم يشربون شراب الجن الفوار. فهذا يشعرني بأنني في منطقة استوائية أجلس في بستان عناب منتظرة أن يأخذنا قارب نهري في جولة بأحد الأنهار التي تحفها روح الميلودراما الساخرة حيث شجر الحمى في كل مكان.» «أريد شراب الجن الفوار من فضلك أيها النادل.» •••
انهار جو هارلاند في كرسيه حتى استقر رأسه فوق ذراعيه. وبين يديه المتيبستين الملطختين، تبعت عيناه في اضطراب الخطوط في الطاولة ذات السطح الرخامي. ساد الصمت المطعم وسط الكآبة المتناثرة من مصباحين معلقين فوق طاولة البيع حيث تبقت بعض المعجنات أسفل الغطاء الزجاجي الجرسي الشكل، وجلس رجل بمعطف أبيض فوق كرسي طويل بلا ذراعين. من حين لآخر كانت عيناه في وجهه اللين الشاحب تحدق بحركة سريعة ويهمهم ناظرا حوله. وإلى الطاولة الأخيرة فوق أكتاف الناعسين المحدبة، تجعدت الوجوه كصحف قديمة إذ توسدت الأذرع. نهض جو هارلاند معتدلا وتثاءب. كانت امرأة مكومة في معطف مطر ذات وجه أحمر وعروق زرقاء أرجوانية كقطعة لحم فاسدة؛ تطلب كوبا من القهوة عند طاولة البيع. حملت الكوب بحذر بين يديها وأحضرته إلى الطاولة وجلست أمامه. أسقط جو هارلاند رأسه فوق ذراعيه مجددا. «مرحبا، هل لي بخدمة صغيرة؟» صخب صوت المرأة في أذني هارلاند كصوت احتكاك إصبع طباشير بسبورة.
زمجر الرجل خلف طاولة البيع: «حسنا، ماذا تريدين؟» أجهشت المرأة بالبكاء. «يسألني ماذا أريد ... لم أعتد الحديث إلى الهمج.» «حسنا، إذا كان هناك أي شيء تريدينه فتعالي لتأخذيه بنفسك ... أتريدين خدمة في هذا الوقت من الليل؟!»
كان بإمكان هارلاند أن يشم رائحة أنفاسها المعبأة بالويسكي أثناء بكائها. رفع رأسه وحدق إليها. لوت فمها الرخو مبتسمة وأمالت رأسها نحوه. «لم أعتد أيها السيد أن أعامل بقسوة. لو كان زوجي على قيد الحياة لم يكن ليسمح بذلك. من يظن نفسه كي يقرر أي وقت من الليل يجب ألا تخدم المرأة فيه، ذلك الفسل الحقير.» أرجعت رأسها وضحكت حتى سقطت قبعتها للخلف. «ذلك هو حاله، فسل حقير، يقضي ليلته في إهانة امرأة.»
سقطت حول وجهها بعض جدائل الشعر الرمادية المتبقية على أطرافها آثار الحناء. اتجه الرجل ذو المعطف الأبيض مباشرة إلى الطاولة. «اسمعي أيتها الأم ماكري، سألقي بك إلى الخارج إن تسببت في مزيد من الجلبة ... ماذا تريدين؟»
بكت وألقت بمؤخرة عينيها بنظرة جانبية على هارلاند، وقالت: «كعك دونات بنيكل.»
ناپیژندل شوی مخ