تقدم جون أوجليثورب، وقد وضع على وجهه بودرة التجميل وفمه ترتسم عليه ابتسامة حذرة أعلى ياقته الواقفة، بين الطاولات المزدحمة، مادا يده المضغوطة بإحكام داخل قفازه الأديمي اللون ذي الخطوط السوداء. «كيف حالك يا عزيزتي، إن هذا حقا لمن دواعي اندهاشي وسروري.» «يعرف كل منكما الآخر، أليس كذلك؟ هذا هو السيد بالدوين.»
بمزيج من الإنجليزية والفرنسية: «أستميحك عذرا إن كنت قد تطفلت عليكما ... أعني ... على محادثتكما الخاصة.» «لا شيء من هذا القبيل، اجلس وسنتناول شرابا معا جميعا ... كنت أتوق لتوي لرؤيتك حقا يا جوجو ... بالمناسبة، إن لم يكن لديك أي شيء آخر تفعله هذا المساء، فيمكنك التسلل إلى المسرح لبعض الوقت. أريد أن أعرف رأيك في قراءتي للدور ...» «بالطبع يا عزيزتي، فلا يمكن لشيء أن يسعدني أكثر من ذلك.»
بجسد متوتر بالكامل أرجع جورج بالدوين ظهره ويده قابضة على ظهر كرسيه. قطع كلماته بحدة كما تقطع المعادن: «أيها النادل ... ثلاث كئوس من السكوتش على الفور لو سمحت.»
أراح أوجليثورب ذقنه على الكرة الفضية في قمة عصاه. واستهل الحديث قائلا: «إنها الثقة يا سيد بالدوين، الثقة بين الزوج وزوجته شيء جميل حقا. إنها لا تتأثر بالمكان والزمان. إذا ذهب أحدنا إلى الصين لألف سنة، فلن يغير ذلك في عاطفتنا قيد أنملة.» «كما ترى يا جورج، مشكلة جوجو هي أنه قرأ كثيرا من أعمال شكسبير في شبابه ... ولكن علي أن أذهب وإلا فسيصرخ ميتون في موبخا مرة أخرى ... تحدثا عن العبودية الصناعية. حدثه يا جوجو عن العدالة.»
نهض بالدوين. توردت وجنتاه بعض الشيء. وقال وأسنانه مطبقة: «أتسمحين لي أن أرافقك إلى المسرح؟» «لا أسمح مطلقا بأن يرافقني أحد إلى أي مكان ... وأنت يا جوجو، عليك أن تظل واعيا دون سكر كي تراني وأنا أمثل.»
في الجادة الخامسة، كانت السحب الوردية والبيضاء متراصة بعضها فوق بعض في ريح خفاقة جلبت الانتعاش بعد الحديث المتخم وخنقة دخان التبغ وشراب الكوكتيل . لوحت في سعادة لسائق سيارة الأجرة مودعة وابتسمت له. ثم وجدت أن عينين قلقتين تنظران إلى عينيها بجدية من وجه بني مرفوع الحاجبين. «انتظرت لأراك تخرجين. هل يمكنني أنا أرافقك لمكان ما؟ إن سيارتي الفورد عند الناصية ... أرجوك.» «ولكني ذاهبة إلى المسرح فحسب. لدي بروفة.» «حسنا، دعيني أصطحبك إلى هناك.»
شرعت في ارتداء قفازها بتمعن. «حسنا، ولكنه عبء ثقيل عليك.» «لا بأس. يمينا من هنا ... كانت وقاحة كبيرة مني أن أقطع طريقك بتلك الطريقة، أليس كذلك؟ ولكن تلك قصة أخرى ... على أي حال فقد قابلتك. اسم سيارتي الفورد هو دينجو، ولكن تلك قصة أخرى أيضا ...» «بصرف النظر عن أي شيء، فمن اللطيف مقابلة شاب لديه مشاعر إنسانية. ليس هناك شباب لديهم مشاعر إنسانية في نيويورك.»
أصبح وجهه قرمزيا عندما مال لتشغيل السيارة. «أوه، إنني صغير السن للغاية.»
نفث المحرك، وبدأ العمل مصدرا زئيرا. قام من مكانه وأغلق صمام الوقود بيده الطويلة. «سيقبض علينا على الأرجح؛ فخافض الصوت في السيارة مفكوك وقد يتعطل.»
مرا في شارع 54 على فتاة تسير الهوينى عبر الزحام ممتطية حصانا أبيض، كان شعرها الكستنائي يتدلى في تموجات زائفة متساوية فوق الصهوة الطباشيرية للحصان وفوق الحلس ذي الحافة المذهبة حيث الأحرف الخضراء القرمزية الأطراف للعلامة التجارية «داندرين».
ناپیژندل شوی مخ