آلمته عيناه. شعر بالتصلب والنعاس. نظر في ساعة يده طراز إينجيرسول. إنها تشير إلى الحادية عشرة. تملكه الرعب فجأة. لو ماتت أمي ...؟ دس بوجهه في الوسادة. انحنت تجاهه في فستان الحفلة الذي كانت ترتديه المزين بالدانتيل الهش، والذي كان له ذيل يصدر حفيفا لجرجرة كشكشات الساتان، ودلكت وجنته برفق بيدها التي تفوح منها رائحة عطر ناعم. خنقته نوبة من البكاء. انطرح على الفراش دافعا وجهه بقوة في الوسادة المكومة. لم يستطع لوقت طويل التوقف عن البكاء.
استيقظ ليجد الضوء متوقدا على نحو مشوش، والغرفة مكتومة وساخنة. كان الكتاب على الأرض، وكانت الحلوى قد سحقت أسفله بعد أن تسربت ببطء من صندوقها. توقفت ساعة يده على الساعة الواحدة و45 دقيقة. فتح النافذة، ووضع الشوكولاتة في درج المكتب، وكان على وشك أن يطفئ المصباح ولكنه تذكر شيئا. مرتعشا ارتدى برنس الحمام وشبشبا ونزل على أطراف أصابعه إلى الردهة المظلمة. استرق السمع من خارج الباب. كان ثمة أشخاص يتحدثون بصوت خفيض. طرق الباب برفق وأدار المقبض. سحبت يد الباب فاتحة إياه وكان جيمي ينظر بعينين طارفتين في وجه رجل طويل حليق اللحية تماما ويرتدي نظارة ذهبية. كان الباب القابل للطي مغلقا، وكانت تقف أمامه ممرضة متيبسة.
قالت الخالة إيميلي في همس منهك: «عزيزي جيمس، ارجع إلى سريرك ولا تقلق. أمك مريضة جدا وتحتاج إلى هدوء تام، ولكن لم يعد هناك خطر.»
قال الطبيب وهو ينفث في نظارته: «ليس في الوقت الحاضر على الأقل يا سيدة ميريفال.»
جاء صوت الممرضة خفيضا ومخرخرا ومطمئنا: «الصغير المسكين، لقد جلس قلقا طوال الليل ولم يزعجنا مرة.»
قالت الخالة إيميلي: «سأرجع وأدثرك في السرير. فعزيزي جيمس يحب ذلك دائما.» «هل يمكنني أن أرى أمي، مجرد نظرة خاطفة كي أعلم أنها بخير.» نظر جيمي لأعلى خجلا في الوجه الكبير ذي النظارة.
أومأ الطبيب. «حسنا يجب أن أذهب ... سأمر عليكم بحلول الرابعة أو الخامسة كي أطمئن على الحال ... طابت ليليتك يا سيدة ميريفال. طابت ليلتك يا آنسة بيلينجز. طابت ليلتك يا بني ...» «من هنا ...» وضعت الممرضة المدربة يدها على كتف جيمي. انسل من أسفل يدها وسار خلفها.
كان هناك مصباح مضاء في ركن غرفة الأم، تظلله منشفة معلقة حوله. جاء من ناحية السرير صوت تنفس خشن لم يميزه. كان وجهها المجعد متجها نحوه بجفنين مغلقين بنفسجيي اللون وفم متجعد في جهة واحدة. حدقت إليه لنصف دقيقة. همس للممرضة: «حسنا، سأرجع إلى سريري الآن.» تدفقت دماؤه على نحو مصيب بالصمم. سار دون أن ينظر إلى خالته أو إلى الممرضة بتيبس إلى الباب الخارجي. قالت خالته شيئا. ركض في الممر إلى غرفته، وصفع الباب وأغلقه بالمزلاج. وقف متيبسا وشاعرا بالبرودة في منتصف الغرفة وقبضتاه مغلقتان. صاح عاليا : «أنا أكرههم. أنا أكرههم.» ثم أطفأ النور متجرعا نشجة جافة وانسل إلى السرير بين الملاءات الباردة برودة مرجفة. •••
كان إميل يقول بصوت غنائي: «مع هذا الحجم من الأعمال التي لديك يا سيدتي، أظن أنك تحتاجين لشخص كي يساعدك في المتجر.»
تنهدت مدام ريجو قائلة وهي جالسة على كرسيها المرتفع الذي لا ظهر له بجوار مكتب الدفع: «أعلم ذلك ... إنني أنهك نفسي في العمل، أعلم ذلك.» كان إميل صامتا لوقت طويل ومحدقا إلى المقطع العرضي للحم خنزير موضوع على البلاطة الرخامية بجوار مرفقه. ثم قال في خجل: «امرأة مثلك، امرأة جميلة مثلك، يا مدام ريجو لا تخلو حياتها من الأصدقاء.» «آه ذلك ... لقد شاهدت الكثير في حياتي ... لم تعد لدي ثقة ... الرجال مجموعة من البهائم، والنساء، أوه، لا أنسجم مع النساء بعض الشيء!»
ناپیژندل شوی مخ