رجعت الرءوس للوراء على الأعناق السميكة مطلقة وابلات من الضحك، وكانت الكئوس يدق بها على الطاولة المستديرة ذات العلامات الدائرية، وكانت الأفخاذ ترن بالصفعات، والمرافق تخز في الضلوع. «وكم كان من الرجال في القارب؟» «ستة بمن فيهم السيد دوركينز الضابط الثاني.» «سبعة وأربعة يساوي أحد عشر ... يا للهول ... أربعة وثلاثة على أحد عشر من النساء للفرد ... لقد كانت جزيرة رائعة.» «متى تغادر العبارة التالية؟» «يفضل أن نتناول شرابا آخر لذلك ... أنت يا شارلي، فلتملأ الكئوس.»
سحب إميل كونغو من مرفقه. بمزيج من الإنجليزية والفرنسية: «تعال للخارج لحظة، لدي شيء لأخبرك به.» كانت عينا كونغو دامعتين، وقد تبع إميل مترنحا إلى منضدة الحانة الخارجية. بالفرنسية: «أوه أيها الصغير الغامض.» «اسمع، علي أن أذهب للقاء صديقة.» «أوه، هذا ما يقلقك، أليس كذلك؟ لطالما كنت أقول إنك رجل حكيم يا إميل.»
بمزيج من الإنجليزية والفرنسية: «انظر، هذا عنواني في ورقة في حال نسيته: 945 ويست 22. يمكنك المجيء والنوم هناك إن لم تكن ثملا للغاية، ولا تجلب أي أصدقاء، أو نساء، أو أي شيء. أنا على وفاق مع صاحبة المنزل، ولا أريد أن أفسد علاقتي بها ... أتفهمني؟»
بمزيج من الإنجليزية والفرنسية: «ولكني أريدك أن تأتي إلى حفل رائع ... فلتحتفل قليلا، بحق السماء! ...» «علي أن أعمل في الصباح.» «ولكني معي راتب ثمانية أشهر في جيبي ...» «على كل حال، ائتني غدا في حوالي الساعة السادسة. سأنتظرك.»
سدد كونغو بصقة من اللعاب في المبصقة بركن الحانة، ورجع عابسا إلى الغرفة الداخلية، قائلا بالفرنسية: «إنك تزعجني، كما تعلم، بأخلاقك.» «اجلس يا عزيزي كونغو، سيغني بارني أغنية «الوغد ملك إنجلترا».»
قفز إميل في عربة ترام وتوجه إلى الحي السكني. في شارع 18، ترجل وسار غربا إلى الجادة الثامنة. وبعد بابين من الناصية، كان هناك متجر صغير. فوق إحدى نافذتيه، كان مكتوبا بالفرنسية «حلوى»، وفوق الأخرى «أطعمة مستوردة وجاهزة». وفي وسط الباب الزجاجي، كتب بأحرف المينا البيضاء «إميل ريجو، أطايب المائدة الرفيعة المستوى». دخل إميل. وصلصل الجرس على الباب. كانت امرأة سوداء وبدينة ذات شعر أسود فوق فمها تنعس خلف طاولة البيع. خلع إميل قبعته. بالفرنسية: «مساء الخير مدام ريجو.» نظرت جافلة لأعلى، ثم أظهرت ابتسامتها العميقة غمازتين.
قالت بنبرة بوردولية مدوية بمزيج من الفرنسية والإنجليزية: «حسنا، هكذا تنسى أصدقاءك. قلت لنفسي هذا الأسبوع إن السيد لوستيك ينسى أصدقاءه.» «لم يعد لدي وقت نهائيا.» «الكثير من العمل والكثير من المال، أليس كذلك؟» عندما ضحكت، اهتز كتفاها وثدياها الكبيران أسفل صدريتها الزرقاء الضيقة.
غمز إميل بإحدى عينيه. «كان يمكن أن يصبح الأمر أسوأ ... ولكني سئمت الانتظار ... إنه عمل مرهق للغاية، ولا أحد ينتبه لنادل.» «إنك رجل طموح يا سيد لوستيك.»
بالفرنسية: «ماذا تريد؟» تورد وجهه، وقال بخجل: «اسمي إميل.»
أدارت السيدة ريجو عينيها نحو السقف. «كان ذلك اسم زوجي المتوفى. لقد اعتدت ذلك الاسم.» تنهدت بعمق. «وكيف حال العمل؟»
ناپیژندل شوی مخ