178

تحویلات منهټن

تحويلة مانهاتن

ژانرونه

نجاح بقيمة 10 ملايين دولار ... 10 سنوات من النجاح المصرفي ... في عشاء جمعية المصرفيين الأمريكيين ليلة أمس تحدث جيمس ميريفال، رئيس شركة بانك آند تراست، ردا على نخب «10 سنوات من الخدمات المصرفية المتقدمة» ... يذكرني أيها السادة بالهرم الزنجي الذي كان مغرما للغاية بالدجاج ... ولكن إذا سمحتم لي ببضع كلمات جادة في هذه المناسبة الاحتفالية (وميض التقاط صورة فوتوغرافية)؛ هناك ملاحظة تحذيرية أود أن أعلنها ... أشعر أنه من واجبي بصفتي مواطنا أميركيا ورئيسا لمؤسسة كبيرة على الصعيد الوطني، بل الدولي بعبارة أفضل، كلا، بل ذات صلات وولاءات عالمية (وميض التقاط صورة فوتوغرافية) ... أخيرا تمكن جيمس ميريفال من رفع صوته فوق صوت التصفيق الراعد، واهتز تأثرا رأسه الأشيب كالفولاذ الباعث على الإجلال، وواصل حديثه ... أيها السادة لقد شرفتموني كثيرا ... اسمحوا لي فقط أن أضيف أنه في كل المحن والشدائد، والعجز وسط المياه المظلمة أو الازدراء والرفض للمنحدرات السريعة للتقدير الشعبي، وسط ساعات الليل التي لا تزال قصيرة، وفي هدير الملايين في الظهيرة، فإن عصاي التي أتوكأ عليها، خبز حياتي، مصدر إلهامي لطالما كان ولائي الثالوثي لزوجتي وأمي وعلم بلادي .

تهاوى الرماد الطويل لسيجاره وسقط على ركبتيه. وقف جيمس ميريفال على قدميه وأزال برزانة الرماد الخفيف عن بنطاله. ثم جلس مرة أخرى وبدأ بعبوس متعمد قراءة المقالة عن الصرف الأجنبي في صحيفة «وول ستريت جورنال». •••

يجلسان على كرسيين بلا ظهر أو ذراعين عند عربة الغداء. «أخبرني يا بني، كيف انضممت لهذا الزورق القديم بحق الجحيم؟» «لم يكن هناك أي شيء آخر ذاهب إلى الشرق.» «حسنا، هل أنت متأكد من أنك قد سكبت مرق اللحم هذه المرة يا فتى؛ فالقائد مدمن مخدرات، والضابط الأول هو أسوأ محتال خارج إصلاحية سنج سنج، والطاقم بأكمله من عمال الدرجة الثانية، القارب القديم لا يستحق الإنقاذ ... ماذا كانت آخر وظيفة لك؟» «موظف ليلي في فندق.» «استمع إلى ذلك المجنون ... يا إلهي، انظر إلى الرجل الذي سيتخلى عن وظيفة جيدة في فندق فاخر في مدينة نيويورك ليعمل خادما على متن اليخت البخاري لديفي جونز ... ستصبح طباخا بحريا رائعا.» يتورد وجه الرجل الأصغر سنا. صرخ في وجه العامل الواقف إلى المنضدة: «ماذا عن ذلك الهامبورجر؟»

بعد أن تناولا الطعام، وبينما ينهون احتساء قهوتهما، يستدير إلى صديقه ويسأله بصوت منخفض: «قل لي يا روني، هل سافرت إلى الخارج من قبل ... في الحرب؟» «ذهبت إلى بلدة سان نازير عدة مرات. لماذا تسأل؟» «لا أعرف ... يثيرني الأمر فحسب ... لقد قضيت عامين هناك. لم تعد الأمور كما كانت. كنت أظن أن كل ما أردته هو الحصول على وظيفة جيدة وأن أنعم بالزواج والاستقرار، والآن لا أهتم بكل ذلك ... يمكنني البقاء في وظيفة لمدة ستة أشهر أو نحو ذلك، ثم أشعر بالرغبة العارمة في الرحيل، أترى؟ لذا ظننت أنه ينبغي أن أرى الشرق قليلا ...»

يقول روني وهو يهز رأسه: «لا تلق بالا. ستراه، لا تقلق.»

يسأل الشاب الرجل الواقف إلى المنضدة: «ماذا حل بك؟» «لا بد أنهم قد أخذوك صغيرا.» «كنت في السادسة عشرة من عمري عندما جندت.» يأخذ باقي نقوده ويتبع روني المتثاقل في مشيته العريضة إلى الشارع. عند نهاية الشارع وراء الشاحنات وأسطح المستودعات، يمكنه رؤية الصواري ودخان البواخر والبخار الأبيض يتصاعد في ضوء الشمس. •••

يأتي صوت الرجل من فوق السرير: «أنزلي الستائر.» «لا أستطيع، إنها تالفة ... أوه يا للهول! ها هو كل شيء يسقط.» كادت آنا تنفجر في البكاء عندما سقطت اللفافة في وجهها، وقالت وهي متجهة نحو السرير: «أصلحها أنت.»

يقول الرجل ممسكا بها وضاحكا: «ولم أهتم، لا يمكنهم رؤيتنا بالداخل.»

تتأوه بضجر تاركة نفسها مرتخية بين ذراعيه: «فقط تلك الأضواء تزعجني.»

إنها غرفة صغيرة على شكل صندوق أحذية بسرير حديدي في ركن الجدار المقابل للنافذة. يرتفع هدير من الشوارع إليها صاخبا بانعكاس على شكل حرف

ناپیژندل شوی مخ