أومأ كونغو برأسه. «إذا ذهبت إلى أتلانتا، وهو ما لا آمل فيه، خلال ستة أشهر، فسأخرج من السجن مليونيرا ... يا سيد هيرف، إذا كنت بحاجة إلى المال، فما عليك سوى إخباري ... يمكنني أن أقرضك 1000 دولار. أمامك خمس سنوات حتى تردها. أنا أعرفك.» «أشكرك، ولكن ليس المال بالتحديد ما أحتاجه، وتلك هي المشكلة.» «كيف حال زوجتك؟ ... إنها جميلة جدا.» «لقد تم بيننا الطلاق ... قدمت لي الأوراق هذا الصباح ... هذا كل ما كنت أنتظره في هذه المدينة الملعونة.»
عض كونغو على شفتيه. ثم ربت برفق على ركبة جيمي بالسبابة. «خلال دقيقة سنصل إلى المنزل ... سأجلب لك شرابا جيدا جدا.» ... ثم صاح كونغو في السائق، وهو يدلف إلى المدخل الرخامي للعمارة السكنية، بعرجة تنم عن الفخامة متكئا على عصا ذات قبضة ذهبية: «أجل، انتظر.» قال وهما يصعدان في المصعد: «ربما تبقى لتناول العشاء.» «يؤسفني أنني لا أستطيع الليلة، يا كون... يا أرماند.» «لدي طباخ جيد جدا ... عندما أتيت إلى نيويورك لأول مرة ربما قبل 20 عاما، كان هناك رجل على متن السفينة ... هذا هو الباب، انظر إيه دي، أرماند دوفال. هربت أنا وهو بعيدا معا، ودائما يقول لي: «أرماند، أنت لن تنجح أبدا، أنت كسول للغاية، وتركض وراء الشابات كثيرا ...» الآن يعمل طباخا عندي ... طاه درجة أولى، طاه بشريط أزرق، أليس كذلك؟ إن الحياة لشيء غريب يا سيد هيرف.»
قال جيمي هيرف وهو يميل إلى الخلف في كرسي إسباني عالي الظهر بالمكتبة المصنوعة من خشب شجر الجوز الأسود وفي يده كأس من شراب البوربون المعتق: «مرحى، هذا جيد. كونغو ... أعني أرماند، إذا كنت إلها وكان علي أن أقرر من في هذه المدينة يجب أن يربح مليون دولار ومن يجب ألا يربح هذا المبلغ، أقسم أنك من كنت سأختار.» «ربما تدخل السيدة بعد قليل. إنها جميلة جدا، سترى.» لوح بأصابعه حول رأسه مشيرا لتجعدات شعرها. «إنها ذات شعر أشقر فاتح جدا.» عبس فجأة. «لكن يا سيد هيرف، إذا كان هناك أي شيء في أي وقت أستطيع أن أفعله من أجلك، مال أو مثل ذلك، ستخبرني، أليس كذلك؟ لقد مرت 10 سنوات إلى الآن وأنا وأنت صديقان جيدان ... أتريد شرابا آخر؟»
مع كأس بوربون ثالثة بدأ هيرف يتكلم. جلس كونغو يستمع وشفتاه الغليظتان مفتوحتان قليلا، مع إيماءة برأسه بين الحين والآخر. «الفرق بيني وبينك هو أنك تصعد السلم الاجتماعي يا أرماند، بينما أنا أنزله ... عندما كنت أنت خادما على متن قارب بخاري كنت أنا طفلا صغيرا بشعا شاحب الوجه يعيش في فندق ريتز. تمتع أبي وأمي بجميع هذه الأشياء الضخمة من الرخام وخشب الجوز على طراز فيرمونت وبابل ... لم يعد هناك شيء يمكنني فعله حيال ذلك ... والنساء كالفئران، كما تعلم، يغادرن السفينة الغارقة. سوف تتزوج هذا الرجل بالدوين الذي عين للتو في منصب المدعي العام. يقال إنهم يعدونه لمنصب حاكم المدينة بترشيحه عن حزب الإصلاح ... إنه وهم السلطة، هذا ما يؤرقه. النساء يقعن في حب ذلك للغاية. لو كنت أظن أنها ستعود علي بأي نفع، أقسم أنني كنت سأنشط وأنتفض وأجني ميلون دولار. لكنني لم أعد أشعر بأي إحساس عضوي من تلك الأشياء. يجب أن أمارس شيئا جديدا، مختلفا ... سيكون أبناؤك كذلك يا كونغو ... لو كنت قد حصلت على تعليم لائق وبدأت في وقت مبكر بما يكفي لكنت قد أصبحت عالما عظيما. لو كانت لي تجارب جنسية كثيرة لكنت قد أصبحت فنانا أو متدينا ... ولكن ها أنا هنا بحق المسيح في الثلاثين من عمري تقريبا ومتلهف جدا للعيش ... لو كنت رومانسيا بما يكفي أظن أنني كنت سأقتل نفسي قبل وقت بعيد لا لشيء إلا لأجعل الناس يتحدثون عني. لا أملك من الثبات الذي يجعلني أنجح في شيء حتى في أن أصبح سكيرا.»
قال كونغو وهو يعيد ملء الأكواب الصغيرة مبتسما ببطء: «يبدو يا سيد هيرف أنك تفكر زيادة عن اللزوم.» «بالطبع يا كونغو، بالطبع، ولكن ماذا سأفعل بحق الجحيم حيال ذلك؟» «حسنا عندما تحتاج إلى بعض المال، تذكر أرماند دوفال ... هل تريد شرابا آخر؟»
هز هيرف رأسه. «يجب أن أغادر ... إلى اللقاء يا أرماند.»
في القاعة الرخامية ذات الأعمدة، صادف نيفادا جونز. كانت مزينة بزهور الأوركيد. «مرحبا يا نيفادا، ماذا تفعلين في قصر الخطيئة هذا؟» «أنا أعيش هنا، ما رأيك؟ ... تزوجت من صديق لك حديثا، أرماند دوفال. أتريد أن تصعد وتراه؟» «لقد رأيته لتوي ... إنه لطيف للغاية.» «إنه بالطبع كذلك.» «ماذا فعلت مع الشاب توني هانتر؟»
اقتربت منه وتحدثت بصوت منخفض. «فلتنس أمري وأمره فحسب، هلا فعلت؟ ... يا إلهي، أنفاسك معبأة برائحة الشراب ... توني هو أحد أخطاء القدر، لقد انتهت علاقتي به ... وجدته ذات يوم يمضغ حواف السجادة متدحرجا على أرضية غرفة الملابس لأنه كان يخشى أن يخونني مع أحد البهلوانات ... أخبرته أنه من الأفضل أن يذهب ويكون على طبيعته وانفصلنا في حينها ... ولكني بصراحة عازمة على أن أحظى بنعمة الزواج هذه المرة، بإخلاص، لذلك أرجوك لا تدع أحدا يخبر أرماند بأي شيء حول توني أو بالدوين ... على الرغم من أنه يعلم أنه لم يرتبط بتمثال من الجص للسيدة العذراء ... لم لا تصعد وتأكل معنا؟» «لا أستطيع. حظا سعيدا يا نيفادا.» يخرج جيمي هيرف والويسكي دافئ في معدته ويشعر بوخز في أصابعه إلى بارك أفينيو في الساعة السابعة، حيث طنين سيارات الأجرة وتداخل روائح البنزين والمطاعم والشفق. •••
كانت تلك هي الليلة الأولى التي يذهب فيها جيمس ميريفال إلى نادي متروبوليتان منذ أن اشترك فيه؛ فقد كان خائفا أن يكون ذا أجواء قديمة الطراز لا تناسب عمره، مثله في ذلك مثل إمساكه بالعصا. جلس في كرسي جلدي عميق بجوار النافذة يدخن سيجارا بخمسة وثلاثين سنتا ويضع صحيفة «وول ستريت جورنال» على ركبته ونسخة من صحيفة «كوزموبوليتان» مائلة على فخذه اليمنى، وعيناه في الليل تصدعهما أضواء كالكريستال، وترك نفسه لأحلام اليقظة: الكساد الاقتصادي ... 10 ملايين دولار ... ركود ما بعد الحرب. سأخبر العالم بالانهيار. «خسارة بلاكهيد ودينش 10 ملايين دولار» ... غادر دينش البلاد منذ بضعة أيام ... بلاكهيد منعزل عن العالم في منزله في منطقة جريت نيك. إحدى أقدم شركات الاستيراد والتصدير الأكثر احتراما في نيويورك، 10 ملايين دولار. «أوه دائما ما يكون الطقس جميلا عندما يجتمع الرفقاء الجيدون.» هذه هي ميزة العمل المصرفي. فحتى في حالة العجز، هناك أموال في متناول اليد، ضمانات. تنطوي هذه المقترحات التجارية دائما على هامش من المخاطرة. وتشملنا ذهابا وإيابا، أليس كذلك يا ميريفال؟ هذا ما قال بيركنز الهرم عندما خلط له كونينجام كوكتيل الجاك روز ... «بقدح على الطاولة وأغنية جيدة ترن بوضوح.» لهذا الرجل علاقات جيدة. عرفت مايسي ما كانت تفعله بعد كل شيء ... رجل في وضع كهذا من المحتمل دائما أن يتعرض للابتزاز. من الحماقة ألا يقاضيهم ... الفتاة مجنونة، تزوجت من رجل آخر بالاسم نفسه ... يجب أن تكون في مصحة، بحالة كتلك. يا إلهي، إنني لم أكشف الرجل لمصلحته. والظروف برأته تماما، حتى أمي اعترفت بذلك. «أوه، عانى سندباد في طوكيو وروما» ... هذا ما اعتاد جيري عناءه. المسكين الهرم جيري لم يشعر قط بالانسجام في الطابق الأرضي لنادي متروبوليتان ... فهو يأتي من نسل فقير. لنفكر في جيمي الآن ... ليس لديه حتى هذا العذر، غير منسجم وفاشل، غير متكافئ منذ زمن بعيد ... أظن أن الهرم هيرف كان شديد الجموح، إنه رحالة. لطالما سمعت أمي تقول إن الخالة ليلي كانت تصبر عليه كثيرا. لا يزال يمكنه أن ينجح بكل ما لديه من مزايا ... حالم، مهووس بالتجول ... تلك الأمور البوهيمية. وقد فعل له أبي كل شيء كما فعل لي ... وهذا الطلاق الآن. والزنا ... ربما هو على علاقة بعاهرة. ربما يكون مصابا بالزهري أو شيء من هذا القبيل. خسارة 10 ملايين دولار.
فشل. نجاح.
ناپیژندل شوی مخ