قال متوقدا ضعيف الحيلة: «بحق الرب يا إلين، إنك أكثر الأشياء روعة في العالم.»
شعرت خلال العشاء ببرودة جليدية تدريجية تتسرب داخلها كتأثير مخدر النوفوكين. لقد عزمت أمرها. بدا الأمر كما لو كانت قد التقطت صورة لنفسها في مكانها، مجمدة إلى الأبد في إيماءة واحدة. كان ثمة شريط حريري غير مرئي من المرارة يضيق حول حلقها، يخنقها. خلف الصحون، والمصباح الوردي العاجي، وقطع الخبز المكسورة كان وجهه فوق مقدمة قميصه البيضاء يرتعش ويومئ، وتوردت وجنتاه، وأضاء المصباح أنفه حينا من أحد جانبيه وحينا آخر من الجانب الآخر، وتحركت شفتاه المشدودتان فصيحتين فوق أسنانه الصفراء. شعرت إلين بأنها تجلس وكاحلاها متقاطعان، جامدة كتمثال خزفي تحت ملابسها، وبدا وكأن كل شيء فيها يتصلب ويطلى بالمينا، وظهر الهواء بخطوط زرقاء وسط دخان السجائر وكأنه قد استحال زجاجا. كان وجهه المتخشب الأشبه بوجه دمية متحركة يهتز فاقدا الوعي أمامها. ارتجفت وحنت كتفيها لأعلى.
اندفع قائلا: «ما الأمر يا إلين؟» قالت كاذبة: «لا شيء يا جورج ... أظن أنني انتابتني القشعريرة.» «هل يمكنني أن أحضر لك معطفا أو شيئا من هذا القبيل؟»
هزت رأسها.
قال عندما نهضا من على الطاولة: «حسنا ما رأيك ؟»
سألت مبتسمة: «ماذا؟ أبعد العودة من باريس؟»
ثم قالت بهدوء: «أظن أنني أستطيع أن أتحمل إذا كنت تستطيع أنت أيضا يا جورج.»
كان يقف في انتظارها عند الباب المفتوح لسيارة أجرة. رأته يقف متأهبا ومتأرجحا في الظلام يرتدي قبعة تميل للون البني ومعطفا بنيا فاتحا، ومبتسما كبعض المشاهير في قسم التصوير الفوتوغرافي بصحف يوم الأحد. ضغطت تلقائيا على يده التي ساعدتها في ركوب السيارة.
قال مرتجفا: «إلين، ستعني لي الحياة شيئا الآن ... يا إلهي، لو تعرفين كم كانت الحياة فارغة لسنوات عديدة. لقد كنت كلعبة ميكانيكية من الصفيح، أجوف تماما من داخلي.»
قالت بصوت مختنق: «دعنا لا نتحدث عن الألعاب الميكانيكية.»
ناپیژندل شوی مخ