قال روي: «كلا، بالطبع لا. سيذهب إلى المنزل؛ لقد كان يسخر منا لأننا خدعناه.» «ماذا لو أنه فعل ذلك حقا؟»
قال جيمي بحزن: «أكره أن أراه ... إنني أحبه كثيرا. لقد أسمينا ابننا على اسمه. ولكن إذا كان يشعر حقا بالحزن الشديد فبأي حق نمنعه؟»
تنهدت أليس قائلة: «أوه يا جيمي، اطلب بعض القهوة.»
في الخارج، انطلقت سيارة إطفاء نائحة خفاقة هادرة في الشارع. كانت أياديهم باردة. ارتشفوا القهوة دون أن ينبسوا بكلمة. •••
خرجت فرانسي من متجر يبيع كل شيء بخمسة أو عشرة سنتات إلى زحمة رجوع الحشود إلى منازلها في نهاية اليوم في الساعة السادسة. كان داتش روبرتسون في انتظارها. كان يبتسم وقد تورد وجهه. «عجبا يا داتش ماذا ...» علقت الكلمات في حلقها. «ألا يعجبك؟ ...» سارا في شارع 14 حيث تدفقت غمامة من الوجوه مارة بهما على كلا الجانبين. كان يقول بهدوء: «كل شيء على ما يرام يا فرانسي.» كان يرتدي معطفا ربيعيا باللون الرمادي الفاتح وقبعة فاتحة من اللبد لتتماشى معه. وتألق حذاء أوكسفورد جديد مدبب وأحمر في قدميه. «ما رأيك في الزي؟ قلت لنفسي إنه لم يكن هناك فائدة من محاولة فعل أي شيء دون أن أبدو مترفا من الخارج.» «ولكن يا داتش كيف حصلت عليه؟» «سرقت رجلا في متجر للسيجار. يا إلهي، لقد كان الأمر سهلا.» «صه، لا تتحدث بصوت عال هكذا؛ قد يسمعك أحد.» «لن يعرفوا ما الذي أتحدث عنه.» •••
جلس السيد دينش في ركن مخدع السيدة دينش الذي يرجع لعهد لويس الرابع عشر. جلس منحني الجسم بالكامل لأعلى على كرسي صغير مذهب وردي الظهر وكرشه مسترخ على ركبتيه. في وجهه الأخضر المترهل كان أنفه البدين والطيات الواصلة من حافتي فتحتي أنفه إلى زوايا فمه العريض يكونان مثلثين. كان يحمل كومة من البرقيات في يده، وفي أعلاها رسالة مترجمة في وريقة زرقاء نصها: عجز في فرع هامبورج بما يقارب 500 ألف دولار، توقيع هاينز. بحث في كل مكان عن الغرفة الصغيرة المزدحمة بأشياء لامعة، ورأى الحروف الأرجوانية لعبارة «بما يقارب» تهتز في الهواء. ثم لاحظ أن الخادمة، التي كانت شاحبة البشرة من الخلاسيين وترتدي قلنسوة منفوشة، قد دخلت إلى الغرفة وكانت تحدق إليه. لمعت عينه عند رؤية صندوق مسطح كبير من الورق المقوى كانت تحمله بيديها. «ما ذلك؟» «شيء للسيدة يا سيدي.» «أحضريه هنا ... متجر هيكسون ... وما حاجتها لشراء المزيد من الفساتين، أتقولين لي ... هيكسون ... افتحيه. إذا بدا باهظ الثمن فسأرجعه.»
سحبت الخادمة بحذر شديد طبقة من المناديل الورقية، كاشفة عن فستان سهرة خوخي وأخضر بلون البازلاء.
وقف السيد دينش على قدميه مهمهما: «يجب أن تتذكر أن الحرب لا تزال قائمة ... أخبريهم أننا لن نستلمه. أخبريهم أنهم أخطئوا العنوان.»
التقطت الخادمة الصندوق وهي تحني رأسها وخرجت رافعة أنفها. جلس السيد دينش على الكرسي الصغير وبدأ ينظر في البرقيات مرة أخرى.
جاء صوت صاخب من الغرفة الداخلية: «آنيي، آنيي» وتبعه رأس في قبعة من الدانتيل على شكل قبعة الحرية وجسم كبير في لباس نوم منفوش قبيح. «عجبا يا جي دي، ماذا تفعل هنا في هذا الوقت من الصباح؟ إنني في انتظار مصفف الشعر الخاص بي.» «إنه أمر مهم جدا ... لقد تلقيت للتو برقية من هاينز. سيرينا يا عزيزتي، بلاكهيد ودينش في موقف سيئ من جميع الجوانب.»
ناپیژندل شوی مخ