تحویلات منهټن

جورج اورول d. 1450 AH
166

تحویلات منهټن

تحويلة مانهاتن

ژانرونه

نظرت إليه بطرف عينها. «ألا أشعر به؟ أوه يا إلمير أتمنى أن ينتهي هذا الإضراب ... يصيبني بالجنون ألا أفعل شيئا طوال اليوم.» «ولكن يا آنا الإضراب هو فرصة عظيمة للعامل، إنه بمثابة الجامعة للعامل. إنه يمنحك فرصة للدراسة والقراءة والذهاب إلى المكتبة العامة.» «لكنك تظن دائما أنه سينتهي في غضون يوم أو يومين، وما الفائدة على أي حال؟» «كلما زاد تعليم المرء زاد نفعه لطبقته.»

جلسا على مقعد وظهراهما للملعب. كانت السماء فوقهما تتلألأ برقائق كعرق اللؤلؤ لضوء غروب الشمس. والأطفال المتسخون يصرخون ويحدثون جلبة حول الممرات الأسفلتية.

قالت آنا وهي تنظر إلى السماء: «أوه، أود أن أحظى بفستان سهرة باريسي، وأن ترتدي أنت بذلة رسمية، وأن نذهب لتناول العشاء في مطعم فخم، وأن نذهب إلى المسرح وكل شيء.» «لو كنا نعيش في مجتمع محترم، لربما كان بإمكاننا ... ستتحقق السعادة للعمال حينئذ، بعد الثورة.» «ولكن يا إلمير ما الفائدة إذا كنا كبارا في السن ونوبخ أبناءنا كالمرأة العجوز؟» «سينعم أبناؤنا بهذه الأشياء.»

جلست آنا منتصبة على المقعد. قالت وهي تكز على أسنانها: «لن أنجب أبناء أبدا، أبدا، أبدا، أبدا.» •••

لمست أليس ذراعه عندما استدارا للنظر في نافذة متجر للمعجنات الإيطالية. فوق كل كعكة مزينة بأزهار الأنيلين الفاقعة اللون والتحزيزات، وقف حمل من السكر احتفالا بعيد الفصح وشعار عيد القيامة. قالت وهي تدير لأعلى نحوه وجهها البيضوي الصغير بشفتيها الشديدتي الحمرة كالزهور التي كانت على الكعكات: «جيمي، عليك أن تفعل شيئا حيال روي ... يجب أن يذهب إلى العمل. سأصاب بالجنون إذا ظل جالسا في المنزل أكثر من ذلك يقرأ الصحف وعلى وجهه ذلك التعبير القبيح الرهيب ... أنت تعرف ما أعنيه ... إنه يحترمك.» «ولكنه يحاول أن يحصل على وظيفة.» «إنه لا يحاول حقا، أنت تعرف ذلك.» «هو يظن أنه يحاول. أظن أنه يفكر في نفسه بشكل غريب ... ولكني شخص جيد في الحديث عن العمل ...» «أوه أعلم، أظنه أمرا رائعا. يقول الجميع إنك حصلت على عمل في صحيفة، وإنك سوف تمارس الكتابة.»

وجد جيمي نفسه ينظر لأسفل في عينيها البنيتين المتسعتين، اللتين كان بهما وميض في جزئهما السفلي كوميض الماء في البئر. أدار رأسه بعيدا، وكانت ثمة غصة في حلقه فسعل. واصلا السير على طول الشارع الطروب الفاقع الألوان.

عند باب المطعم وجدا روي ومارتن شيف في انتظارهما. مروا عبر غرفة خارجية إلى قاعة طويلة مزدحمة بطاولات مكدسة بين لوحتين ضاربتين إلى الخضرة والزرقة لخليج نابولي. كان الهواء مثقلا برائحة جبن البارميزان ودخان السجائر وصلصة الطماطم. ظهرت بعض التعبيرات على وجه أليس وهي تستقر على الكرسي. «أوه، أريد كوكتيلا بسرعة على الفور.»

قال هيرف: «لا بد أنني ساذج بعض الشيء، ولكن هذه القوارب التي تقف في دلال أمام جبل فيزوف دائما ما تجعلني أشعر وكأنني أسرع إلى مكان ما ... أظن أنني سأرحل من هنا في غضون بضعة أسابيع.»

سأل روي: «ولكن يا جيمي إلى أين تذهب؟ أليس هذا شيئا جديدا؟»

قالت أليس: «أليس لهيلينا رأي في ذلك؟»

ناپیژندل شوی مخ