تحویلات منهټن

جورج اورول d. 1450 AH
144

تحویلات منهټن

تحويلة مانهاتن

ژانرونه

تقف المباني الشاهقة طوال الليل هادئة وخالية بملايين النوافذ المظلمة. كمن يمضغ الطعام سائلا لعابه، تلتهم العبارات المسارات بينما يتدفق ضوءها عبر الميناء المطلي. في منتصف الليل تتسلل البواخر السريعة الرباعية المداخن إلى الظلام خارجة من مراسيها المضيئة. يسمع المصرفيون وقد علت وجوههم غشاوة جراء المؤتمرات السرية صيحات زوارق القطر أثناء إخراج الحراس الذين يشبهون البق المضيء لهم من الأبواب الجانبية؛ فيستقرون يشخرون في المقاعد الخلفية لسيارات الليموزين، وينقلون شمالا إلى الشوارع من 40 إلى 49 المزدحمة والمضاءة بألوان كئوس شراب الجن الأبيض، والويسكي الأصفر، وشراب التفاح الفوار.

جلست إلى طاولة زينتها تلف شعرها. وقف خلفها بحمالاته البنفسجية الفاتحة المتدلية من بنطاله، محركا الأزرار الألماسية في قميصه بأصابع قصيرة وبدينة.

أنت ودبابيس الشعر في فمها: «أتمنى لو كنا خارجها يا جيك.» «خارج ماذا يا روزي؟» «شركة برودنس بروموشن ... صدقا، أنا قلقة.» «عجبا، كل شيء يسير على ما يرام. علينا خداع نيكولز، هذا كل ما في الأمر.» «ماذا لو قاضانا؟» «أوه لن يفعل. سيخسر الكثير من المال بهذا الشكل. من الأفضل أن يشاركنا ... يمكنني أن أدفع له نقدا في غضون أسبوع على أي حال. إذا استطعنا أن نحافظ على ظنه أن لدينا المال، فسنجعله تحت تصرفنا بالكامل. ألم يقل إنه سيكون في نادي إل فاي الليلة؟»

كانت روزي قد وضعت للتو مشطا من حجر الراين في لفائف شعرها الأسود. أومأت برأسها ونهضت واقفة. كانت امرأة سمينة عريضة الوركين ذات عينين سوداوين كبيرتين وحاجبين مقوسين لأعلى. وكانت ترتدي مخصرا مزينة أطرافه بدانتيل أصفر وقميص من الحرير الوردي. «ارتدي كل ما لديك يا روزي. أريدك أن تبدي متأنقة كشجرة كريسماس. سنذهب إلى إل فاي ونحدق في عيني نيكولز الليلة. ثم سأزوره غدا وأعرض عليه الاقتراح ... لنتناول بعض الشراب على أي حال ...» توجه نحو الهاتف. «أرسل بعض الثلج المكسر وزجاجتي وايت روك إلى غرفة 404. باسم سيلفرمان. لا تتأخر.»

صرخت روزي فجأة: «دعنا نفر يا جيك.» وقفت عند باب الخزانة وأحد الفساتين فوق ذراعها. «لا أستطيع تحمل كل هذا القلق ... إنه يقتلني. دعنا نغادر إلى باريس أو هافانا أو أي مكان ونبدأ من جديد.» «ثم نقع في ورطة. قد يقبض عليك بسبب سرقة مبلغ مالي كبير. يا إلهي، لن تجعليني أسير متنكرا بنظارات معتمة ولحية مزيفة طوال حياتي.»

ضحكت روزي. «كلا، أظن أن مظهرك لن يبدو جيدا في بثرة زائفة ... أوه، أتمنى لو كنا متزوجين بالفعل على الأقل.» «لن يشكل هذا فرقا بيننا يا روزي. فسيسعون إذن للقبض علي أيضا لزواجي بامرأتين. سيكون ذلك عظيما.»

ارتجفت روزي من طرق الفراش على الباب. وضع جيك سيلفرمان الصينية بوعاء الثلج المصلصل فوقها على المكتب وأخرج زجاجة ويسكي مربعة من الخزانة. «لا تصب شيئا لي. لا أمتلك القدرة على ذلك.» «عليك أن تجمعي شتات نفسك يا صغيرتي. ارتدي أجمل الملابس وسنذهب إلى أحد العروض. بحق الجحيم لقد مررت بمآزق كثيرة أصعب من هذا.» توجه إلى الهاتف وكأس الشراب في يده. «أريد كشك بيع الصحف ... مرحبا أيتها اللطيفة ... بالطبع، أنا صديق قديم ... تعرفينني بالطبع ... اسمعي، هل يمكنك أن تحجزي لي مقعدين لعرض «الحماقات» (فوليز) ... غير معقول ... كلا، لا أستطيع الجلوس بالخلف في الصف الثامن ... أنت فتاة جيدة ... وستتصلين بي بعد 10 دقائق، أليس كذلك يا عزيزتي؟» «قل لي يا جيك، هل هناك حقا أي بوراكس في تلك البحيرة؟» «هناك بالطبع. ألم نحصل على إفادة خطية من أربعة خبراء؟» «بالطبع. كنت أتساءل فحسب ... قل لي يا جيك إن انتهينا من هذا الأمر هل ستعدني بألا نخوض أي مكائد طائشة أخرى؟» «بالطبع؛ لن أحتاج إلى ذلك ... يا إلهي، أنت امرأة فاتنة للغاية في هذا الفستان.» «هل يعجبك؟» «تبدين من البرازيل ... لا أعلم ... من مكان استوائي.» «هذا هو سر سحري الخطير.»

رن جرس الهاتف بجلجلة عالية. قفزا على أقدامهما. وضغطت بجانب يدها على شفتيها. «اثنان في الصف الرابع. هذا جيد ... سننزل في الحال ونأخذها ... يا إلهي يا روزي لا يمكن أن تظلي تجفلين هكذا؛ لقد أفزعتني أنا أيضا. اجمعي شتات نفسك، لماذا لا يمكنك فعل ذلك؟» «دعنا نخرج ونتناول الطعام يا جيك. لم أتناول شيئا طوال اليوم سوى الحليب الرائب. أظن أنني سأتوقف عن محاولة تقليل الطعام. فهذا القلق سيجعلني نحيفة بما يكفي.» «عليك أن تتوقفي عن ذلك يا روزي ... إنه يثير أعصابي.»

توقفا عند كشط الزهور في الردهة. قال: «أريد زهرة جاردينيا.» ملأ صدره بالهواء وابتسم ابتسامته المقوسة أثناء تثبيت الفتاة لها في عروة معطف العشاء الذي كان يرتديه. استدار بهيئة متحذلقة نحو روزي: «ماذا ستأخذين يا عزيزتي؟» جعدت فمها. «لا أعرف فحسب ما الذي سيناسب ثوبي.» «بينما تقررين سأذهب لإحضار تذاكر المسرح.» بمعطفه المفتوح وبعودته للخلف لإظهار مقدمة القميص الأبيض المنتفخة وبكميه اللذين أخرجهما من يديه الغليظتين، مشى متبخترا إلى كشك بيع الصحف. بطرف عينها وبينما كانت أطراف الورود الحمراء تغلف بورق فضي، كان بإمكان روزي أن تراه يتكئ على المجلات ويتحدث محاكيا لغة الأطفال إلى فتاة شقراء. عاد وعيناه تلمعان برزمة مال في يده. ثبتت الورود في معطفها الفرو، ووضعت ذراعها في ذراعه وذهبا معا عبر الأبواب الدوارة في الليل البارد المتلألئ بالأضواء الكهربائية. صاح: «تاكسي.» •••

فاحت من غرفة الطعام رائحة التوست والقهوة وصحيفة «نيويورك تايمز». كان آل ميريفال يتناولون الإفطار على الضوء الكهربائي. ضرب الثلج المخلوط بالمطر النوافذ. قال جيمس من وراء الصحيفة : «حسنا تراجعت شركة باراماونت خمس نقاط أخرى.»

ناپیژندل شوی مخ