المسرح منقسم إلى قسمين: قسم أمامي وهو حوالي ثلثي المساحة وهو مضاء واضح المعالم. في وسطه نخلة مغروسة، وفي جانب منه ساقية صامتة، القسم الخلفي مرتفع الدرجات على هيئة مصطبة، تغشاه الظلمة، وتلوح به أشباح راقدة، نيام أو موتى، الطابع طابع تجريدي.
يرفع الستار، على المسرح فتاة جميلة تسير ذهابا وجيئة بين النخلة والساقية ، ثوبها يناسب الجو التجريدي حيث يصعب تحديده على أساس جغرافي، وكذلك ثياب جميع من سيظهرون على المسرح.
ومع ارتفاع الستار تترامى أصوات معركة بين اثنين آتية من ناحية اليسار؛ شتائم وتهديدات وأصوات ضرب.
الفتاة :
يا رب السماوات .. متى تختفي هذه الأصوات من الوجود؟ متى تشرق شمسك على أرض ناعمة البال، قريرة العين؟ (تصغي إلى الأصوات بقلق متزايد ثم تقول)
ترى هل أكفر عن ذنب قديم؟ أو إنه بلاء مركب في دمي؟ أو إنها أخطاء تقع فلا تلقى إرادة صادقة لإصلاحها؟ (يتقهقر شخص مندفعا بعنف، نتيجة لدفعة قوية تلقاها في الخارج، ثم يسقط تحت النخلة مغمى عليه. الفتاة تنحني فوقه باهتمام وتربت على خده بحنان. يفتح عينيه. ينظر إليها ثم يغمض عينيه مرة أخرى مغمغما.)
الفتى :
أبي! (تربت على خده بحنان، يفتح عينيه لحظات ثم يغمضهما مغمغما)
أمي! (تربت على خده بحنان، يفتح عينيه لحظات ثم يغمضهما مغمغما)
زوجتي!
ناپیژندل شوی مخ