عن فاعل للمبالغة " كغفور " و" شكور " و" ودود "، وفعيل عدل عن فاعل، " كرحيم " و" حكيم " و" عليم " و" قدير " و" سميع " و" بصير " ومفعل معدول عن فاعل " كمدعس " و" مطعن "، ومفعال معدول عن فاعل للمبالغة " كمطعام " و" مطعان ".
والضرب الثاني من المبالغة وهو ما جاء بالصيغة العامة في موضع الخاصة كقولك: أتاني الناس كلهم، ولم يكن أتاك سوى واحد أردت تعظيمه، ومن هذا الضرب قول أبي نواس سريع:
وليس لله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد
ومن هذا الضرب في الكتاب العزيز قوله تعالى: " إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب " فوعدهم سبحانه بجزاء غير مقدر، لمجيئه بالصيغة العامة تعظيمًا له " وكل شيء عنده بمقدار " والضرب الثالث من المبالغة إخراج الكلام مخرج الإخبار عن الأعظم الأكبر للمبالغة، والإخبار عنه مجاز، كقول من رأى موكبًا عظميًا أو جيشًا خضمًا: جاء الملك نفسه وهو يعلم حقيقة أن ما جاء جيشه، وقد جاء من ذلك في الكتاب العزيز قوله تعالى: " وجاء ربك والملك صفًا صفًا " فجعل مجيء جلائل آياته مجيئًا له سبحانه، وكقوله تعالى: " ووجد الله عنده فوفاه حسابه " فجعل نقله بالهلكة من دار العمل إلى دار الجزاء وجدانًا للمجازى.