ومن التعليق العجيب قولي أيضًا مما علقت فيه الاستعطاف بالعتب بطريق الإدماج طويل:
؟ أإخواننا بالله ما لجفائكم ... غدا لي بعد السلم وهو مصالت
أحين أمنتم من ملامي وأيقنت ... نفوسكم أني مدى الدهر ساكت
تخليتم عني وخنتم مواثقًا ... لها بعد توكيد العهود تهافت
وأقررتم عين الحسود عليكم ... فسرت نفوس بالبعاد شوامت
سأصبر حتى ينفد الصبر كله ... وينطق حالي والقوافي صوامت
وأعطفكم بالشعر ما ذر شارق ... وأخلبكم بالنثر ما عج قانت
وأعذر إن عرضت يومًا بعتبكم ... ليحيا وداد بالتجنب مائت
وهأنا موصيكم وصية ناصح ... لكم وده عند الحفيظة ثابت
بأن تتحاموا من فوات بوادري ... فإن بعيدًا رد ما هو فائت
وأن تهدموا ما قد بنيتم وتعطشوا ... من الود غرسًا قد غدا وهو نابت
ومن التعليق فرع يسمى تعليق الشرط، وهو أن يعلق المتكلم مقصوده على شرط يلزم من تعليقه مبالغة في ذلك المعنى، أو نوعًا من المحاسن زائدًا على وقوع المشروط لوقوع الشرط، وذلك كقول أبي تمام طويل:
فإن أنا لم يحمدك عني صاغرًا ... عدوك فاعلم أنني غير حامد