304

تحرير التحبير په شعر او نثر جوړولو کې، او قرآن کریم د اعجاز ښودل

تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر وبيان إعجاز القرآن

ایډیټر

الدكتور حفني محمد شرف

خپرندوی

الجمهورية العربية المتحدة-المجلس الأعلى للشئون الإسلامية

د خپرونکي ځای

لجنة إحياء التراث الإسلامي

فجازيتموني بطول البعاد ... وكم أخجل الحب من واثق
فكل من عجزي البيتين تذييل من القسم الثاني، لخروج الكلام فيهما مخرج المثل.
وأحسن من ذلك كله قول الحطيئة طويل:
نزور فتى يعطي على الحمد ماله ... ومن يعط أثمان المحامد يحمد
فإن عجز البيت كله تذييل خرج مخرج المثل في غاية الحسن، لأن صدر البيت استقل بالمعنى المراد على انفراده، وفيه مع اتصاله بالعجز تعطف حسن في قوله: يعطي ويعط، وبالتعطف صار بين العجز والصدر ملاحمة وملاءمة شديدة، ورابطة وثيقة، مع أن العجز إذا انفرد استقل مثلًا وتذييلًا، كما أن الصدر إذا انفرد استقل بالمعنى المقصود من جملة البيت، والغرض المطلوب والتمثيل أيضًا، وقل أن يوجد بيت بين صدره وعجزه مثل هذا التلاحم على استقلال كل قسم بنفسه وتمام معناه ولفظه. ومن التذييل الحسن قول أبي الشيص كامل:
وأهنتني فأهنت نفسي عامدًا ... ما من يهون عليك ممن أكرم
فعجز البيت كله تذييل في ضمنه مطابقة لذكره الهوان والكرامة.
ومن بعيد التذييل قول ابن نباتة السعدي بسيط
لم يبق جودك لي شيئًا أؤمله ... تركتني أصحب الدنيا بلا أمل

1 / 389