وقصد إخراجه من القوة إلى الفعل أن يقول: إن الثمانين قد أحوجت سمعي إلى ترجمان، وعلم أن الوزن لا يستقيم إلا بزيادة كلمة على ذا اللفظ المساوي معناه، فأتى بها متضمنة معنى الدعاء للمدوح، ليحصل بها في الكلام ضرب من البديع، وهو التتميم، نظرًا إلى نقص الوزن، والتكميل نظرًا إلى كون المعنى تامًا، وليكون عوضًا مما فاته من المساواة حذقًا منه، ولو أتى بها لا يفيد إلا إقامة الوزن فحسب، كانت عيبًا فليسوغ أن يقال: إن في هذا البيت طاعة وعصيانًا، لكون الشاعر عصته فيه المساواة التي قصدها وقت الشروع في سبكه وبنيته، وأطاعه التتميم، وعلى هذا يكون كل بيت من شواهد التتميم، وقع التتميم الذي فيه زائدًا على معناه غير متمم لنقصه شاهدًا للطاعة والعصيان، ومثل هذا هو تتميم الوزن لا تتميم المعنى، والله أعلم.