تحریر المقال په موازنه کولو کې د اعمالو او د غیر مکلفینو د قیامت او پای اندازې په اړه

ابن قطية قداعي ترتوشي d. 608 AH
89

تحریر المقال په موازنه کولو کې د اعمالو او د غیر مکلفینو د قیامت او پای اندازې په اړه

تحرير المقال في موازنة الأعمال وحكم غير المكلفين في العقبى والمآل

پوهندوی

مصطفى باحو

خپرندوی

دار الإمام مالك

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٧ هـ - ٢٠٠٦ م

د خپرونکي ځای

أبو ظبي - الإمارات العربية المتحدة

ژانرونه

فقه
وكما كان لهؤلاء المذكورين (في الآية) (١) ثوابان، فكذلك يكون لأهل الإيمان المناضلين عن الإسلام إلى يوم القيامة ثوابان أيضا، وهما الظفر في الدنيا والنعيم في الآخرة (ق.١٤.ب) بزيادة تحليل الغنائم وتطييبها لهم. ويكون بإزاء هذين الثوابين للمؤمنين عذابان للكفار في الدنيا وفي الآخرة، قال الله تعالى: ﴿بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مَكْرُهُمْ وَصُدُّوا عَنِ السَّبِيلِ وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَاد لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَشَقُّ﴾ [الرعد: ٣٣ - ٣٤]. فعذاب الدنيا هو ما يكون من القتل لهم والسبي فيهم والانتهاب لأموالهم وشن الغارات عليهم والخوف المحيط بهم. وعذاب الآخرة هو النار. بين ذلك سبحانه في الآية المتصلة بهذه، وهو قوله: ﴿وَّعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّار﴾ [الرعد: ٣٥]. وكذلك قال الله تعالى (٢) في موضع آخر: ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ﴾ [الأنفال: ٣٦]. فالحسرة عذاب لهم، ثم الغلبة أعظم عذاب لهم، من حيث يكون القتل لمن مات والخزي لمن عاش منهم، ثم قال: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ﴾ [الأنفال: ٣٦]، فأخبر أن مآلهم إلى جهنم في الآخرة.

(١) ما بين القوسين كتب في هامش (أ)، وبه طمس قليل واستدركته من (ب). (٢) كذا في (أ)، وفي (ب): سبحانه.

1 / 89