95

تحریر المجله

تحرير المجلة

خپرندوی

المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية, تهران, 2011

ژانرونه

فقهي قواعد

و نحن-بتوفيقه تعالى-نذكر-من باب المقدمة-أمورا لعلها تنفع في الغرض إن شاء الله.

الأول: أهم شيء يلزم معرفته بادئ بدء أن الله سبحانه لما تعلقت مشيئته بإيجاد هذا النوع، و هو المسمى: بالبشر، و قضت حكمته أن يعمر به هذه الكرة التي تسمى: بالأرض، و يمهد له فيها وسائل الرقي باختياره إلى مدارج القدس و معارج السعادة في أولاه و أخراه، لذلك أودع فيه غرائز و أوضاعا 1 ، و فطره على سجايا و طباع، قمينة 2 له بالغرض الذي خلق من أجله.

فجعل فيه الشهوة، و الغضب، و ما يتشعب منهما من الحرص، و الطمع، و الطموح، و التعالي، و ما إلى ذلك مما لسنا بصدد إحصائه.

و لكن لما كان من لوازم تلك الشناشن 3 التغالب و التكالب، و التشاحن و التطاحن، و سعي بعض في هلاك بعض، و حب الإثرة و الإمرة، و كان إرخاء العنان لتلك الغرائز و تركها على رسلها مما يعود بنقض الغرض من خلق الإنسان، لا جرم احتاجت القوتان إلى قوة أخرى تكبح طغيانها و تمسك عنانها و تعدل أوزانها، فنفخ فيه من روحه القوة العاقلة؛ لتكون هي المسيطرة على جماح تلك القوتين الجبارتين.

و لما كانت قوة العقل البشري نوعا محدودة، و حظيرة إدراكاته ضيقة، و كثيرا ما تكون في كثير من البشر ضعيفة، و ما أكثر ما تتغلب واحدة من تينك القوتين على القوة العاقلة، فيصبح العقل أسير الهوى و العاطفة، فكان من

____________

(1) في المطبوع: (أوضاع) ، و الصحيح ما أثبتناه.

(2) قمين: خليق، و جدير. (لسان العرب 11: 310) .

(3) الشنشنة: الطبيعة، و الخليقة، و السجية. (لسان العرب 7: 220) .

ناپیژندل شوی مخ