تحقيق وصول
كتاب تحقيق الوصول إلى شرح الفصول
ژانرونه
قال أبقراط: ما كان من الأشياء اللطيفة غذاء صرفا PageVW0P034B أو دواء يغذوا سريعا بطبعه وذلك بأن يستحيل ويتشبه بالعضو بسرعة وبهذا يندفع ما قيل أن الغذاء اللطيف يختلف بسرعته بحسب طباع الأشخاص دفعة أي في زمان قصير فخروجه أيضا يكون سريعا قال ابن القف نقلا عن جالينوس أن قوما فهموا من الخروج أن يكون سريع التحلل من البدن. قال جالينوس: «وهذا حق» غير أن الخروج في اللغة اليونانية في الغالب لا يطلق إلا على خروجه من البطن بالبراز وهو الذي اختاره ابن أبي صادق اختار الأول. قال ابن القف أن هذين التفسيرين ليس بينهما منافاة وذلك لأن الغذاء اللطيف ينقسم إلى ما هو كثير التغدية قليل الفضلة وفي مثل هذا يجب أن يكون المراد بخروج التحلل من البدن لعدم اهتمام الطبيعة بخروجه بالبراز لقلة الفضلة، وإلى ما هو قليل التغدية كثير الفضلة وفي مثل هذا يجب أن يكون المراد بالخروج خروجه بالبراز لكثرتها. والذي يظهر، وجوزه جالينوس، وعليه مشي القرشي، أن المراد بالخروج الأمران أي يكون خروجه من البطن سريعا وكذلك تحلله PageVW0P035A من البدن. تنبيه: اعلم أنه يدل على أن الغذاء يغذوا سريعا قوة النبض وعظمة وقوة الحركات الإرادية. تتمة: قال جالينوس في شرح هذا الفصل قولا وحاصله أن المعدة تحظى أولا من الطعام المسمى بالكيلوس فيحدث منه الأوفق وتوزعه بين طبقاتها. فإذا استغنت عنه دفعته عنها. وأورد عليه الرازي شكا * وهو (41) أنه إذا كانت تغتذي على هذا الوجه بمجيء الأوردة إليها لا فائدة فيها. وأجاب ابن القف بأن المعدة لها طبقة داخلة تغتذي من الكيلوس وخارجة تغتذي مما يجيء لها في الأوردة. واعلم أنه قد تقدم علامات تدل على الصلاح وعلامات تدل على الفساد كالنوم مثلا ومع هذا فلا يكون بذلك في غاية الثقة في الأمراض الحادة.
19
[aphorism]
قال أبقراط: إن التقدم بالقضية بأن يحكم على المريض بما يؤول إليه أمره في الأمراض الحادة بالموت كانت أو بالبرء ليست تكون على غاية الثقة لسرعة حركة المواد الكثيرة الفاسدة فيها إلى القلب وعنه إلى الأطراف بخلاف الأمراض المزمنة فإن الحكم فيها بما تقتضيه العلامة يكون PageVW0P035B الثقة به أكثر لبطء حركة موادها مع قلتها. تنبيه: اعلم أن جالينوس مثل للمرض الحاد الخالي عن الحمى بالفالج وهو مشكل. وأجاب عنه ابن القف بأن الفالج له اعتباران أحدهما بالنسبة إلى حدوثه والثاني بالنسبة إلى زواله وبرءه فإن نظرنا إليه بالاعتبار الأول كان مرضا حادا لأن حصوله قصير وهو شديد الخطر ولذلك لا يجوز الإقدام عليه في الابتداء إلا بالعلاج المعتدل الخفيف. مهمة: قال الرازي هذا الكلام من الإمام فيه نظر وذلك لأن لكل مادة علامة تخصها ولكل عضو علامات تخصه فإذا حلت المادة في عضو من الأعضاء ضبطنا علامات كل منهما وحكمنا بالبرء أو بالموت حكما صحيحا. قال ابن القف: «وهذا وإن كان حقا غير أن زمان حلول المادة في العضو في الأمراض الحادة لقصره لا يمكننا أن نضبط جميع علامات كل منهما حتى نحكم بالموت أو بالبرء» ولهذا قال ليس في غاية الثقة وإلا فقد يحكم في الأمراض الحادة بأحكام دالة على الموت أو على البرء. تنبيه: الحكم الذي تقتضيه العلامة في الصحة أقوى وأوثق يؤيد هذا ما نذكر الآن.
20
[aphorism]
قال أبقراط: من PageVW0P036A كانت بطنه في الشباب لينة وذلك يكون لكثرة الصفراء في هذا السن لحرارته فيندفع قسط وافر من الصفراء إلى الأمعاء فيلذعها ويغسلها ولضد ذلك فإنه إذا شاخ يبس بطنه وأشار إلى ما يقابل هذا الحكم بقوله ومن كان في شبابه يابس البطن لإفراط حرارة معدته فتضعف الشهوة للطعام ويقوي الهضم فيكون المتناول من الغذاء قليلا فيقل الفضل المندفقة من بطنه فإنه إذا شاخ لان بطنه لنقص الحرارة حينئذ فتنهض الشهوة للغذاء ويضعف الهضم فيكون الوارد من الغذاء كثيرا فتكثر الفضل المندفعة من البطن. تنبيه: محل هذا الحكم ما إذا كان اليبس واللين المذكورين بسبب السن نفسه انتهى. وما يذكر الآن يؤيد أن برد المعدة يقوي الشهوة وحرها يرخي الشهوة.
21
[aphorism]
قال أبقراط: شرب الشراب يشفي من الجوع الكلبي. قال بذلك جالينوس وتبعه القرشي وأبطل قول من قال أن مراد الإمام به بيليموس بأن هذا المرض سقوط الشهوة لا الجوع وأما الجوع بإنما يكون في ابتدائه، وقال ابن أبي صادق إلى أنه يجوز أن يراد به الجوع الكلبي وبيليموس ويكون PageVW0P036B تبع الشراب لبيليموس تبعه للجوع الذي في ابتدائه واختاره ابن القف أيضا لكن قال أن تبع الشراب في بيليموس هو سرعة نفوذه وسرعة استحالته وتقويته للروح والقلب. تنبيه: مراده بالجوع الكلبي ما كان عن جوع المعدة هذا وما يذكر الآن كالتتمة لما قبله.
ناپیژندل شوی مخ