الناس بما يمتنع ويستحيل في العقل كالجمع بين النقيضين والضدين وإنما يخبرونهم بما تمتنع عقول الناس عن الاستقلال بمعرفته فيكون العقل فيه جائزًا فيخبرونهم بمجازات العقول لا بمحالات العقول ويأتون على ما يقولون بالآيات البينات وكل من أمعن النظر فيما جاءوا به ازداد بصيرة ويقينًا وإيمانًا وعظم قدر ما جاءوا به في قلبه وكمل به عقله وتمت به معرفته وتنورت به بصيرته وانشرح به صدره ورأى بنور هداهم ما في من خالفهم من الظلمات كما قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ فِي الظُّلُمَاتِ﴾ وهؤلاء يخبرون الناس بمحالات العقول ويريدون أن يصدقونهم* في ذلك بلا برهان ويدعون أنهم أفضل من الأنبياء وأن الله تعالى يخاطبهم أعظم مما خاطب به موسى بن عمران.
_________
[التعليق]
* في الأصل المطبوع: (يصدقومهم)، وهو خطأ.
1 / 67