فأخبروا بأنه عالم بلغتهم وأنه ليس أحد منهم أعرف بها من هذا المدعي للرسالة، ولا أسرع مراجعة، ولا أصح نطقا، لكان ذلك معجزا ودليلا على صدقه، لأن فيه صفات الإعجاز التي اشترطناها في كون المعجز معجزا، ومن هذا النوع من المعجز، أن نبينا_ عليه السلام_ نشأ مع قريش كنشأة الإنسان منا مع أخوته وبني عمه وأقاربه، ثم لم يفارقهم في سفر ولا حضر، بل كانوا معه إلى أن ادعى الرسالة، ولم يعرف قبل ذلك بقراءة كتاب، ولا دراسة سير ولا مداخلة أحد من أهل الملل (¬1) حتى بعث رسول الله_ صلى الله عليه وسلم فأخبر عن القرون الماضية، والأمم السالفة، بما لا يبلغ معرفته، وتعذر على الأخبار بمثله، إلا من أفنى عمره في دراسة ذلك وقراءته ، ومجالسة العالمين به ومذاكرتهم به.
مخ ۱۶