تحقيق الفوائد الغياثية

شمس الدين کرماني d. 786 AH
152

تحقيق الفوائد الغياثية

تحقيق الفوائد الغياثية

پوهندوی

د. علي بن دخيل الله بن عجيان العوفي

خپرندوی

مكتبة العلوم والحكم

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٤ هـ

د خپرونکي ځای

المدينة المنورة - المملكة العربية السعودية

ژانرونه

ومن المآخذ العقديّة الَّتي تؤخذ على الشّارح وقوعه في بعض التّعبيرات الَّتي تحمل في ظاهرها مخالفة شرعيّة واضحة؛ كقوله في أوّل الكتاب عند التّعرّض لبيان تسمية كتاب شيخه الإيجيّ بـ "الفوائد الغياثيَّة" (١): "منسوبةً إلى الوزير بن الوزير بن الوزير؛ الَّذي ما وسع في طرف العالمين إدراك عظمته، وما وضع الزّمان أمرًا إلا بعد مشيئته، الدّستور، الأعلم، الأعظم، سلطان وزراء العالم، غياث المستغيثين، خلاصة الماء والطّين، غياث الدّنيا والدّين، رشيد الإسلام والمسلمين". ففي قوله -كما هو ظاهر- مغالاة في الإطراء ومجاوزة في المدح والثناء؛ بل تضّمنت بعض جمل القول ما ينافي التّوحيد؛ منها: وصفه ممدوحه بأن الزّمان لا يضع أمرًا إلّا بعد مشيئته؛ فالمشيئة المطلقة -كما هو معلوم- لله ﷾، (والعبد وإن كانت له مشيئة فمشيئته تابعة لمشيئة الله ولا قدرة له على أن يشاء شيئًا إلّا إلى إذا كان الله قد شاءه. قال تعالى: ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨) وَمَا تَشَاءُونَ إلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالمِينَ (٢٩)﴾ (٢) (٣). ومنها: وصفه الممدوح بأنَّه (غياث المستغيثين) و(غياث الدّنيا والدّين)؛ فالاستغاثة بهذا الإطلاق لا تكون إلّا لله ﷾ فهو المتفرّد بذلك، قال تعالى: ﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ

(١) ص (٢١٠ - ٢١١) قسم التحقيق. (٢) سورة التكوير: ٢٨ - ٢٩. (٣) فتح المجيد شرح كتاب التّوحيد، لعبد الرّحمن آل الشّيخ: (٤٧٢).

1 / 167