(4) توثيق نصوص مذهب الحنابلة
قال الإمام موفق الدين أبو محمد عبد الله بن قدامة الحنبلي:
(فصل) وأي قربة فعلها وجعل ثوابها للميت المسلم نفعه ذلك إن شاء الله. أما الدعاء والاستغفار والصدقة وأداء الواجبات فلا أعلم فيه خلافا إذا كانت الواجبات مما يدخله النيابة. وقد قال الله تعالى: {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان}[الحشر:10]، وقال الله تعالى: {واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات}[محمد:19]، ودعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي سلمة حين مات، وللميت الذي صلى عليه في حديث عوف بن مالك، ولكل ميت صلى عليه، وسأل رجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت فينفعها إن تصدقت عنها؟ قال: ((نعم))، رواه أبو داود، وروي ذلك عن سعد بن عبادة، وجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقالت: يا رسول الله إن فريضة الله في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه؟ قال: ((أرأيت لو كان على أبيك دين أكنت قاضيته)) قالت: نعم، قال: ((فدين الله أحق أن يقضى))، وقال للذي سأله: إن أمي ماتت وعليها صوم شهر أفأصوم عنها؟ قال: ((نعم)) وهذه أحاديث صحاح، وفيها دلالة على انتفاع الميت بسائر القرب، لأن الصوم والحج والدعاء والاستغفار عبادات بدنية، وقد أوصل الله نفعها إلى الميت، فكذلك ما سواها مع ما ذكرنا من الحديث في ثواب من قرأ (يس) وتخفيف الله تعالى عن أهل المقابر بقراءته.
مخ ۲۵