فأما السنة فهو ما تواتر نقله وصح منه فعله أو قوله، وقد أطلق ذلك على أخبار الآحاد، إلا أنها حجة في فروع الشرع، وليست بحجة في أصول الدين؛ لأن طريقه القطع، فلا بد من دليل مقطوع به، وقال تعالى: ?وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا?[الحشر:7] وعلم من دينه - صلى الله عليه وآله - أن قوله وفعله حجة، والعلماء من لدن الصحابة إلى يومنا هذا يرجعون إلى سنته في معرفة الأحكام دل أنه حجة.
فأما الإجماع فهو حجة لقوله تعالى: ?ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا?[النساء:115]، فأوعد على سلوك طريقة غير طريقة المؤمنين، دل أن طريقتهم حق وصواب، وقال تعالى: ?فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول?[النساء:59] فشرط في الرد إلى كتاب الله وسنة رسوله المنازعة، دل على أن مع الموافقة لا يجب، وقال - صلى الله عليه وآله -: ((لا تجتمع أمتي على ضلالة))، وقال: ((عليكم بالجماعة فإن يد الله عليهم))، واستدل أبو علي بقوله: ?وكذلك جعلناكم أمة وسطا? أي: عدلا ?لتكونوا شهداء على الناس?[البقرة:143].
فإن قيل: فما قولكم في إجماع أهل البيت - عليهم السلام - أهو حجة أم لا؟
مخ ۳۳