تحکیم العقول په صحیحولو سره د اصولو
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
ژانرونه
ووجه آخر في الإعجاز وهو أنه تضمن نظما لم يأت به أحد قبله ولا بعده، فإن كلام العرب الشعر والرجز والخطب والإسجاع، وهذا القرآن يخالف جميع ذلك.
وجه آخر ولأن فيه من أخبار الغيوب ما كان خبره كمخبره بظهور دينه وغير ذلك، وذلك يدل أنه كلام الله تعالى الذي هو علام الغيوب.
ووجه آخر ولأن المتكلم إذا أراد أن يتكلم بالحق والصدق لا يتمكن من الفصاحة مثل ما يتمكن من لا يبالي بما يقول، ألا ترى كيف تراجع شعر حسان في الإسلام، ثم وجدنا القرآن حق وصدق، واختص بفصاحة عظيمة فعلمنا أنه معجز.
وجه آخر ولأن كلام الناس مختلف بالفصاحة؛ لأنهم يتفاصحون في مدح أو افتخار بخلاف الأمر والنهي والإخبار عن الماضي والمواعظ، ثم وجدنا القرآن أجناسا مختلفة أمرا ونهيا وأحكاما وأمثالا وقصصا ومواعظ ووعدا ووعيدا، والكل في الفصاحة شيء واحد فعلمنا أنه معجز وكلام الله تعالى.
ووجه آخر يدل على صحة ما قلنا أنه - صلى الله عليه - لم ير قط اختلف إلى أحد في استفاد علم أو قياس نظم ونثر أو غير ذلك من الأخبار، ثم أتى بكتاب يتضمن كثرة هذه الفوائد من القصص والأخبار وغوامض العلوم فلم يقدر أحد على تكذيبه مع أنه كان يقرأ عليهم: ?قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين?[آل عمران:93]، فعلم أنه إنما أتى به من قبل ربه لا من قبل نفسه، وكيف ولم يقرأ كتابا ولا كان يكتب وإنما نشأ بينهم وتكلم بلغتهم طول أيامه إلى أن بعث، ثم حسن كلامه المروي عنه مع القرآن حتى تجد من التفاوت ما بين سائر البشر والقرآن ولهذا تحيروا في أمره، انقاد فريق وعاند فريق ونسبوه إلى أشياء لا تليق به وناقضوا فيه، فقالوا مرة: ساحر، ومرة: مجنون، وهذا من المتناقض.
مخ ۱۷۹