تحکیم العقول په صحیحولو سره د اصولو
تحكيم العقول في تصحيح الأصول
ژانرونه
قلنا: إن سلمنا ذلك كانت معجزة؛ لأنه تحداهم وكلامهم أفصح ومع ذلك لم يعارضوه، أو هذا نقض العادة وتصحيح القول بالصرفة، وبعد فقد كان ينبغي لو كان الأمر كما قالوا لوجب أن يذكروا ذلك مع وفور دواعيهم إلى إبطال أمره، وبعد فإن هذه السور القصار تحتمل أنه لم يتحد بها فإنما تحدى بما يقع به الإعجاز، وبعد فإن هذه تتضمن من حسن المعاني وجزالة الألفاظ وكثرة الفوائد ما صارت به معجزا.
فإن قيل: أليس قد صنفت كتب لم يأت أحد بمثلها كإقليدس والمجسطي والجامع، وكذلك أبنية بنيت وشعر قيل؟.
قلنا: هذا لا يقدح في كون القرآن معجز إن سلم ، بل يوجب أن تلك الأشياء معجزة أيضا، وبعد فمن أين أن ذلك لم يعارض، وبعد فإن جميع ذلك كان مجموعه متفرقا وقد تقدم فلا تصح دعوى الإعجاز فيه.
فإن قيل: فالعرب عجزوا عن ذلك أم لا؟.
فإن قلتم: عجزوا، قلنا: الحروف كانت مقدورة.
قلنا: إذا علمنا عجزهم عن معارضته كفى وإن لم يعلم تفاصيله، وبعد فإنهم عجزوا عن الإتيان بمثله لاحتياجهم إلى علم يتألف به الكلام وذلك من فعله تعالى.
فإن قيل: المعجز ما لا يقدر العباد على جنسه كقلب العصى حية.
قلنا: باطل بفلق البحر، وبعد فالمعجز ما ذكروه إن سلم لا يضر؛ لأن التحدي إذا صح وظهر عجزهم دل على الإعجاز سواء قدروا على جنسه أم لا يقدروا، أرأيت لو قال نبي: أنا أحرك يدي في هذه الساعة فحركوا فلم يتأتى لأحد تحريك يده كان معجزا.
فإن قيل: أليس الواحد منا يتلوا القرآن فكيف يكون معجزا؟.
قلنا: الإعجاز في أن يأتي بمثله ابتداء لا حكاية، ومعلوم أن الشعراء إذا تحدى بعضهم بعضا فإنه متى قرأ شعره لا يكون معارضا، وإنما يكون معارضا متى أتى بكلام مبتدئا بمثله.
مخ ۱۷۷