تهذيب اللغة
تهذيب اللغة
ایډیټر
محمد عوض مرعب
خپرندوی
دار إحياء التراث العربي
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
٢٠٠١م
د خپرونکي ځای
بيروت
رجل، فَإِن سقَطَ مدَّه بِهِ.
وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه أنْشدهُ:
لَيْسَ الجِعارُ مُنْجيًا من القِدرْ
وإنْ تجعَّرتَ بمحبوكٍ مُمَرّ
وفسّر ابْن الْأَعرَابِي الجِعار كَمَا فسّراه
أَبُو عبيد عَن أبي زيد: من أمثالهم فِي فِرار الجبان وخضوعه:
روغِي جَعارِ وانظري أَيْن المفَرّ
قَالَ: وجَعَارِ هِيَ الضّبُع: وَقَالَ اللَّيْث: يُقَال لَهَا أمُّ جَعَارِ لِكَثْرَة جعرها. وَأنْشد غَيره:
عَشْنزَرةٌ جواعرُها ثمانٍ
فُويقَ زَماعِها خَدَم حُجُولُ
ترَاهَا الضَّبُع أعظمَهنَّ رَأْسا
جُراهِمةً لَهَا حِرَةٌ وثِيلُ
قَالَ بَعضهم: إنّما قَالَ جواعرُها ثمانٍ لأنّ للضّبُع خروقًا كَثِيرَة. والجُراهمة: المغتلِمة. وَجعلهَا خُنثَى لَهَا حِرَةٌ وثِيلٌ
قلت أَنا: وَالَّذِي عِنْدِي فِي تَفْسِير قَوْله (جواعرها ثَمَان) أَرَادَ كَثْرَة جعرها. والجواعر: جمع الجاعرة، وَهُوَ الجَعْر، أخرجه على فاعلة وفواعل وَمَعْنَاهَا الْمصدر، كَقَوْل الْعَرَب: سَمِعت رواغي الْإِبِل أَي رُغاءَها، وَسمعت ثواغي الشَّاء أَي ثُغاءها. وَكَذَلِكَ الْعَافِيَة مصدر وَجَمعهَا عَوافٍ. وَقَالَ الله جلّ وَعز: ﴿الاَْزِفَةُ لَيْسَ لَهَا﴾ (النّجْم: ٥٨)، أَي لَيْسَ لَهَا دونه جلَّ وعزّ كشْفٌ وَظُهُور. وَقَالَ: ﴿عَالِيَةٍ لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا﴾ (الغَاشِيَة: ١١) أَي لَغْوًا. وَمثله كثيرٌ فِي كَلَام الْعَرَب. وَلم يُرد عددا محصورًا بقوله (جواعرها ثَمَان)، وَلكنه وصفهَا بِكَثْرَة الْأكل والجعر وَهِي آكَلُ الدوابّ.
وَأما الجاعرتان اللَّتَان تكتنفان الذَنَب والذنبُ بَينهمَا فليستا من قَول الْهُذلِيّ فِي شَيْء.
وَقَالَ أَبُو زيد: والجاعرتان من الْبَعِير: العظمان المتكنّفان أصلَ الذَّنب والذنبُ بَينهمَا. وَقَالَ اللَّيْث: الجاعرتان حَيْثُ يكوى من الْحمار فِي مؤخّره على كاذَتَيه. وَيُقَال للدُّبُر الجاعرة والجعراء.
وروى أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الجَعْر يُبْس الطبيعة. وَرجل مِجعارٌ إِذا كَانَ كَذَلِك.
وَقَالَ اللَّيْث: الْجَعر: مَا يَبِس فِي الدُّبر من العَذِرة، أَو خرجَ يَابسا. قَالَ: وَلَا يُقَال للكلب إلاّ جَعَر يَجعَر جَعْرًا. قَالَ: وَبَنُو الجَعْراء: حيٌّ من الْعَرَب يعيَّرون بِهَذَا اللقب.
وَأَخْبرنِي المنذريّ عَن ثَعْلَب عَن ابْن الْأَعرَابِي أَنه قَالَ: الْجَعُور: خَبْراءُ لبني نهشَل. والجَعُور الْأُخْرَى: خَبْراء لبني عبد الله بن دارِم، يمْلَأ الْغَيْث الْوَاحِد كلتَيهما، فَإِذا امتلأتا وثِقوا بكَرع شتائهم. وَأنْشد:
إِذا أردْت الجَفْر بالجَعور
فاعمل بكلِّ مارنٍ صَبورِ
وروى مَالك بن أنس بإسنادٍ لَهُ أَن النَّبِي ﷺ (نَهَى عَن لونين فِي الصَّدقة من التَّمر:
1 / 233