197

تهذيب اللغة

تهذيب اللغة

ایډیټر

محمد عوض مرعب

خپرندوی

دار إحياء التراث العربي

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

٢٠٠١م

د خپرونکي ځای

بيروت

وَفُلَان شَدِيد العريكة، إِذا كَانَ شَدِيد النَّفس أبيًّا.
وأرضٌ معروكة، وَقد عَرِكت، إِذا جرَدتها الماشيةُ من الرَّعي.
وناقةٌ عَرُوك، إِذا لم يُعلَم سِمنُها من هُزالها إلاّ بالجسّ.
وَيُقَال لقيتُه عَرْكةً أَو عَرْكتين، أَي مرّة أَو مرَّتين. ولقيتُه عَرَكات.
وَفِي الحَدِيث: أَن بعض أَزوَاج النَّبِي ﷺ كَانَت مُحرِمةً فَذكرت العِراك قبل أَن تُفِيض. والعِراك: المَحيض. وَامْرَأَة عارك، أَي حَائِض. وَقد عَرَكت تَعْركُ عِراكًا. ونساءٌ عواركُ، أَي حُيَّض.
ورجلٌ عَرِكٌ، إِذا كَانَ شَدِيدا صِرِّيعًا لَا يُطاق. وَقوم عركون.
أَبُو عبيد عَن العَدَبَّس الْكِنَانِي قَالَ: العَرْك والحازّ وَاحِد، وَهُوَ أَن يَحُزَّ المِرفَق فِي الذِّراع حتّى يخلُص إِلَى اللَّحْم وَيقطع الجلدَ بحدِّ الكِرْكِرة. وَقَالَ الشَّاعِر يصف بَعِيرًا بَائِن المِرفَق، فَقَالَ:
قَلِيل العرك يَهجر مِرفقاها
أَبُو عبيد عَن أبي زيد قَالَ: العركركة من النِّسَاء: الْكَثِيرَة اللَّحم الرَّسحاء القبيحة. وسمعتُ غير واحدٍ من الْعَرَب يَقُول: ناقةٌ عَركركةٌ وَجَمعهَا عَرَكْركات، إِذا كَانَت ضخمةً سَمِينَة. وأنشدني أَعْرَابِي:
يَا صاحبَيْ رحلي بلَيلٍ قوما
وقرِّبا عَركركاتٍ كُوما
أَبُو الْعَبَّاس عَن ابْن الأعرابيّ: بعيرٌ بِهِ ضاغطٌ عركرك. وَأنْشد:
أَصْبِر من ذِي ضاغطٍ عَرَكْركِ
ألقَى بَوَانِي زَوْره للمبرَكِ
وَقَالَ اللَّيْث: ركَبٌ عركرك، وَهُوَ الضَّخم من أركاب النِّسَاء. قَالَ: وَأَصله ثلاثي، وَلَفظه خماسيّ.
وَقَالَ شجاعٌ السُّلمي: اعترك الْقَوْم واعتوَكوا، إِذا ازدحموا.
عَمْرو عَن أَبِيه: فلانٌ مَيْمُون العريكة، والحريكة، والسَّليقة، والنقيمة، والنقيبة، والنخيجة، والجَبِيلة، والطبيعة، بِمَعْنى وَاحِد.
كرع: شمر عَن أبي عَمْرو: أكرعَ القومُ، إِذا صَبَّتْ عَلَيْهِم السماءُ فاستنقع الماءُ حتَّى سقَوا إبلَهم من مَاء السَّمَاء.
قلت: وَسمعت الْعَرَب تَقول لماء السَّمَاء إِذا اجْتمع فِي غَدِير كَرَعٌ، وَقد شرِبنا الكَرَع، وأروينا نَعمَنا بالكَرَع. وَمِنْه قَول الرَّاعِي يصف إبِلا وراعيَها:
يَسُنُّها آبِلٌ مَا إنْ يجزِّئها
جَزْءًا شَدِيدا وَمَا إنْ ترتَوي كَرَعا
وَرُوِيَ عَن عِكْرِمَة أَنه كرِه الكَرْع فِي النَّهر.
شمر عَن أبي زيد: الكَرْع: أَن يشرب الرجل بفَّيهِ من النَّهر غير أَن يشرب بكفَّيه أَو بِإِنَاء. وكلُّ شَيْء شربتَ مِنْهُ بفيك من إِنَاء أَو غَيره فقد كرَعتَ فِيهِ. وَقَالَ الأخطل:
يُروى العِطاشَ لَهَا عَذْبٌ مقَبَّلهُ
إِذا العِطاشُ على أَمْثَاله كَرَعوا
والكارع: الَّذِي رمَى بفمه فِي المَاء.

1 / 201