وتدل على أن تصديق الرسول مع التمكن من معرفة النبوة بالمعجز واجب، وفي
تركه كفر.
وتدل على بطلان مذهب المجبرة من وجوه: منها: أن صحة التحدي مبني على تعذره عليهم، وصحة الفعل منهم، فمن نفى كون العبد فاعلا لم يمكنه إثبات التحدي.
ومنها: أن تعذره عندهم لفقد القدرة الموجبة، ويستوي فيه المعجز وغيره، فلا معنى للتحدي بها.
ومنها: أن ما يضاف إليهم هو الخالق له في التحقيق، فكأنه تحدى به نفسه.
ومنها أنه أمرهم بالتقوى فدل على أنه فعلهم.
قوله تعالى: (وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أن لهم جنات تجري من تحتها الأنهار كلما رزقوا منها من ثمرة رزقا قالوا هذا الذي رزقنا من قبل وأتوا به متشابها ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون (25)
* * *
(القراءة)
ظاهر القراءة: وأتوا به على ما لم يسم فاعله، وعن بعضهم وأتوا به بفتح الهمزة على معنى أن من خدمهم في الجنة أتوا به.
* * *
(اللغة)
البشارة: ما بشرت به، والبشير الذي يبشر القوم بخير، والبشر بكسر الباء: طلاقة الوجه والبشرة بفتح الباء أعلى جلدة الوجه، والأصل فيه البشرة، وهي ظاهر الجلد، فمنه البشارة لما يظهر في بشرته من السرور، ثم كثر استعماله، حتى استعمل في الشر توسعا، فقال: فبشرهم بعذاب أليم، واستعماله فيما يسر أظهر وأكثر، وهي أول خبر سار.
مخ ۲۹۰