قلنا: محذوف، وتقديره طفئت، وإنما جاز الحذف للإيجاز، ودلالة الكلام عليه؛ لأن قوله: (ذهب الله بنورهم) يدل عليه، قال أبو ذؤيب: عصاني إليها القلب إني لأمره ... مطيع فما أدري أرشد طلابها يعني: أرشد أم غي، فحذف للإيجاز.
و (ما) في قوله: (ما حوله) صلة، وتقديره: فلما أضاء تحوله، و(حوله) نصب على الظرف.
* * *
(النزول)
قيل: نزلت في المنافقين، عن ابن عباس وقتادة والضحاك والسدي ومقاتل، وقيل: نزلت في اليهود، آمنوا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - قبل البعث، وهاجروا من الشام إلى أرض العرب توقعا له، واستفتحوا به، فلما بعث كفروا به، وهم: قريظة والنضير وبنو قينقاع، عن سعيد بن جبير ومحمد بن كعب وعطاء.
* * *
(المعنى)
لما تقدم ذكر المنافقين، وأنهم نافقوا ليسلموا من القتل ضرب الله تعالى لهم مثلا فقال: مثلهم قيل: شبههم، أي شبه المنافقين لما أظهروا الإيمان وأبطنوا الكفر، وقيل: شبه اليهود في إيمانهم بمحمد قبل البعث، ثم كفرهم به بمستوقد نارا، ثم طفئت ناره، عن سعيد بن جبير وعطاء، كمثل الذي استوقد نارا يعني أوقدها وأشعلها أضاءت أنارت ما حوله طفئت النار، وذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون.
ومتى قيل: كيف شبههم وهم جماعة بالذي استوقد، وهو واحد؟
قلنا: للعلماء فيه أقوال: الأول: (الذي) في معنى الجمع، كقوله تعالى: (والذي جاء بالصدق وصدق به)
مخ ۲۶۵